- وجدت في «مواهبنا في مدارسنا» الأمل والتفاؤل والتحدي من الشعب الكويتي لصنع النجاح
- مشاركة بعض القادة الإعلاميين كطرف في القضايا الرياضية تبعدهم عن الحياد المرجو منهم
- الإعلام الرياضي أحد عناصر الجذب في المجتمع بوجه عام وفي النشء والشباب بشكل خاص
- الثورة العلمية الحالية تسمح بالتعامل مع أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة
أجرى الحوار - مفرح الشمري
بعد حضوره تدشين خطة مشروع «مواهبنا في مدارسنا» الذي أقيم في ستاد جابر الدولي» ديسمبر الماضي والذي تم فيه الكشف رسميا عن خطه الاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي الاستراتيجية ورؤيته خلال الخمسية المقبلة خلال الفترة من 2021 إلى 2026، ناشد وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي وزير الإعلام والثقافة د.حمد روح الدين تخصيص عدد من ساعات البث على إحدى قنوات الرياضة لتقديم برامج تربوية ثقافية رياضية دعماً لمشروع «مواهبنا في مدارسنا»، وتكون هذه البرامج كإنتاج وتنسيق من لجنة يحددها ويشرف عليها الاتحاد، وذلك حتى يحقق هذا المشروع الهدف المرجو من إنشائه وتدشينه.
وأضاف السنعوسي، في حواره مع «الأنباء»، ان مثل هذه المشاريع تعتبر خطوة أولى لرعاية أبنائنا وبناتنا الطلبة لاكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها ليكونوا نواة لأنديتنا المحلية والمنتخبات الوطنية ولذلك لابد من دور للإعلام بجميع وسائله لإنجاح هذا المشروع لنجد فيه الأمل والتفاؤل حسب قوله..
وفي السطور التالية الكثير من التفاصيل:
في البداية، ما انطباعك وأنت تحضر تدشين مشروع «مواهبنا في مدارسنا»؟
٭ بصراحة، كنت سعيدا وأنا أتابع فقرات تدشين خطة هذا المشروع في احتفال رمزي بسيط قام به أطفال مدارس الكويت، والذي اعلن فيه عن الاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي لمشروع «مواهبنا في مدرستنا»، في هذا اليوم وجدت الأمل، والتفاؤل، فبرغم المصاعب التي قامت في وجه الشعب الكويتي، وبرغم المشاكل والنكسات التي حدثت في تاريخنا الحديث، دائما يثبت الشعب الكويتي انه قادر على تخطي المشكلات والمصاعب وفي أحيان كثيرة قادر على صنع النجاح، ولذلك ولد هذا المشروع «مواهبنا في مدارسنا» ليكون النواة التي تغذي أنديتنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية بالمواهب التي ستظهر من خلال هذا المشروع الذي لابد ان يقف الجميع معه لإنجاحه وأول هؤلاء الإعلام بوسائله المتعددة وأنا أناشد وزير الإعلام والثقافة بتخصيص عدد من ساعات البث على إحدى قنوات الرياضة لبث برامج تربوية وثقافية ورياضية تخدم هذا المشروع المنشود من خلال لجنة يحددها ويشرف عليها الاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي وذلك لتحقيق الهدف المرجو من إنشائه خصوصا ان من واجب وسائل الإعلام انها تساعد في التنشئة الاجتماعية للشباب وجدانيا واجتماعيا بالإضافة إلى تنمية قدراتهم، وبالذات في مجال بناء الجسم السليم في الرياضة. وتسخيرها لخدمة مجتمعه والانطلاق للأهداف الكبيرة التي يسعى إليها الاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي.
من وجهة نظرك، ما الدور التربوي للإعلام الرياضي للمساهمة في إنجاح هذا المشروع؟
٭ الإعلام الرياضي يعتبر أحد عناصر الجذب في محيط أعضاء المجتمع بوجه عام وفي محيط النشء والشباب بوجه خاص، هو مثله كمثل الإعلام بمفهومه الشامل يقدم المعلومات التي تتعلق بالمجال الرياضي من خلال الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون ويمكن لهذه المعلومات الرياضية ان تساعد الفرد على تكوين رأيه في موضوع أو في عدة مواضيع تتعلق بالرياضة، ويحتمل ان يسهم هذا الرأي في اكتساب قيمة ما، تلك القيمة التي قد تعمل على تكوين اتجاهات الفرد نحو النشاط الرياضي، الأمر الذي يدفعه لكي يسلك سلوكا محددا يعبر فيه عن موقفه العملي نحو النشاط الرياضي سلبا او إيجابا.
ما ملاحظاتك حاليا على الإعلام الرياضي التلفزيوني وتطلعاتك له؟
٭ حاليا أغلب المواد الإعلامية الرياضية تدور حول وصف المباريات الرياضية ذات الطابع التنافسي على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى الاهتمام بإذاعة الرياضات العنيفة للمحترفين التي تبتعد عن التربية البدنية والرياضية. بالإضافة إلى الاهتمام بلعبة كرة القدم ولاعبيها وأنديتها على المستويين المحلي والدولي دون غيرها مع ان هناك رياضات المفترض ان تكون لها اهتمامات وربما في السنوات الماضية كان هناك اهتمام ولكن ليس كاهتمام لعبة كرة القدم، أعلم انها هي اللعبة الأشهر ولكن المفروض على الإعلام الرياضي تعريف الناس برياضات أخرى وأن هناك مواهب فيها، للأسف نعاني من غياب النظرة التربوية الهادفة الى غرس الثقافة البدنية والرياضية للجميع، بالإضافة إلى عدم العناية بالدعوة إلى سيادة الروح الرياضية بين الفرق الرياضية فضلا عن دعم روح الفردية والتعصب الرياضي بدلا من الانتماء والولاء والروح الجماعية وللأسف لم يتم استخدام إمكانات أجهزة الأعلام بأنواعها المختلفة في نشر التربية البدنية والرياضة لمختلف قطاعات المجتمع.
كيف تنظر لمشاركة بعض القادة الإعلاميين كطرف في القضايا الرياضية؟
٭ مشاركة بعض القادة الإعلاميين كطرف في القضايا الرياضية، يبعدهم عن الحياد المرجو في رجال الإعلام بوصفهم قيادات تربوية مؤثرة، وعلى اعتبار ان الرياضة وسيلة للتربية وليست غاية في حد ذاتها.
هل تعتقد أن ما تقدمه الأجهزة الإعلامية من برامج رياضية كاف؟
٭ ما تقدمه أجهزة الإعلام من برامج في المجال الرياضي يمثل في حقيقته جانبا ضئيلا من ناحية الكم بالمقارنة بجملة ما تقدمه من برامج أخرى، وحتى ما تقدمه من حيث المضمون حاليا لا يوجد به اهتمام بالعملية التربوية ولا يدعو الفرد للممارسة الإيجابية للتربية البدنية والرياضية، بل من الواضح ان الأحداث الرياضية هي التي تحركه وتحدد محتواه، وبالتالي فلا نجد خطة إعلامية رياضية محددة في ضوء استراتيجية تربوية تسمى لتحقيقها ومن خلال الخبرة الواقعية، أجد أن إيجابية المستفيد من البرامج الإعلامية ترجع إلى ما سبق ان تلقاه من أجهزة التنشئة التربوية الأخرى، وتكمن فائدة البرامج الإعلامية المكتوبة او المسموعة او المرئية في انها يمكن ان تقدم معلومات جديدة او تدعم المعلومات الموجودة لدى الفرد المستعد مسبقا للتأثر بهذه المعلومات.
هل بالإمكانية تدعيم الدور التربوي في البرامج الرياضية؟
٭ نعم، يمكن أن يُدعم الدور التربوي لبرامج أجهزة الإعلام بوجه عام وبرامج الإعلام الرياضي بوجه خاص إذا ما تم تقديم هذه البرامج في صورة تهم قطاعات محددة من أعضاء المجتمع (كالنشء والشباب) مع المتابعة الميدانية المستمرة والتنسيق المخطط بالتعاون مع العاملين في الإعلام ومشاركة القيادات التربوية في إعداد البرامج الإعلامية وتقديمها بالصور الجذابة المشوقة يكمن ان يسهم في دعم الدور التربوي للإعلام.
في ظل ما ذكرته هل هناك توصيات توصي بها تفيد أجهزة الإعلام والقطاعات الأخرى لتعاون ناجح؟
٭ هناك عدد من التوصيات أتمنى الأخذ بها في المرحلة المقبلة لإنجاح مشروع «مواهبنا في مدارسنا»، وهي العمل على تحديد السياسة العامة للإعلام في ضوء القيم والمثل العليا للمجتمع، ووضع أسس التعاون المشترك بين أجهزة الإعلام والمؤسسات التربوية كالمدارس والأندية ومؤسسات رعاية الشباب والاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي والتوسع في تقديم البرامج الرياضية التربوية المتخصصة لمختلف القطاعات السنية والمهنية والنوعية، فضلا عن البرامج الخاصة بأعضاء الأسرة من الذكور والإناث على السواء، والتعاون بين القيادات الإعلامية والقيادات التربوية في ابتكار البرامج الإعلامية الرياضية الجذابة والمشوقة لمقابلة احتياجات أعضاء المجتمع، مع إعداد المتخصصين المهنيين في الإعلام التربوي الرياضي، بحيث يتمكنوا من تقديم المادة الإعلامية الرياضية على أسس علمية في الإطار التربوي الصحيح.
كلمة أخيرة؟
٭ لا شك أن الحاجة ما زالت ماسة إلى المزيد من الدراسات والبحوث للتعرف على التأثير التربوي للإعلام في محيط النشء والشباب بوجه خاص، وفي محيط أعضاء المجتمع كله بوجه عام، خاصة ان أعضاء المجتمع، أي مجتمع، يتعاملون مع أجهزة تربوية عديدة، بعضها في داخل المجتمع وبعضها الآخر من خارج المجتمع، كما ان تعامل أعضاء المجتمع الواحد مع أجهزة الإعلام لا يقتصر على البرامج الإعلامية الرسمية التي يقدمها لهم المجتمع الذي ينتمون إليه، بل ان هناك أجهزة إعلام شعبية غير رسمية، بالإضافة إلى ان الثورة العلمية الحالية تسمح بالتعامل مع أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة من مختلف دول العالم، لذلك أقول ان الدور التربوي مهم لكل أجهزة التنشئة في المجتمع، وضرورة التعاون والتنسيق بين هذه الأجهزة في ضوء سياسة تربوية شاملة، سائلا الله العلي القدير ان يكلل جهود كل المخلصين الذين يعملون بعزيمة وإيمان ووعي وفهم لخدمة مجتمعهم.
رسالة الإعلام الرياضي
قال الإعلامي القدير محمد السنعوسي ان البعد الإعلامي هو الذي يتناول رسالة الإعلام الرياضي ودوره ومسؤوليته في بناء الشباب الكويتي والحفاظ على قوته وتماسكه، وكيف يمكن ترشيد الأداء الإعلامي الكويتي لكي يكون أكثر قدرة على القيام بهذه المسؤولية الكبيرة والاضطلاع بهذا الدور.
تنفيذ الخطة
عن إمكانية التنفيذ، طالب السنعوسي بحصر ودراسة الإمكانيات المتاحة للقيام بتنفيذ الخطة سواء كانت هذه الامكانيات أجهزة اتصال جماهيرية داخلية وخارجية بكل أنواعها، أو المال اللازم للتنفيذ، أو الأفراد الذين سيقومون بالعمل في بنود الخطة ومراحلها، مع التحديد الدقيق للعوامل الإيجابية والسلبية التي ستواجه عمليات التنفيذ والتقييم السليم لكل ذلك.
الشباب والتربية البدنية الرياضية
ركز وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي على 3 أمور تخص الشباب والتربية البدنية الرياضية حتى يستفيدوا منها، وهي:
على أجهزة التعليم ان تتولى غرس حب الرياضة وتشجيعها في نفوس الشباب.
يجب ان تتحول المدارس والأندية الرياضية وما شابهها الى مؤسسات تربوية وثقافية لبناء الجسم والعقل والسلوك القيم.
يجب التنسيق بين الأجهزة القائمة على مجال الرياضة وغيرها من القطاعات والأجهزة المختلفة الدينية والتعليمية والتربوية والثقافية.