- مجموعة من التشريعات في الكويت لتنظيم عملية الاتجار بالأنواع الفطرية المهددة بالانقراض
- الصيد بالطيور أو قنصها فن رياضة أصيلة من التراث الشعبي العربي والخليجي خصوصاً
- الطيور الجارحة 5 عوائل تضم 307 أنواع أشهرها الصقور والشواهين والعقبان والنسور
دارين العلي
تعد الصقور والحبارى رمزا لرياضة القنص والصيد عند العرب بشكل عام وفي البيئة الخليجية بصورة خاصة، حيث ان القنص بها أو صيدها فن أصيل في التراث الشعبي.
وفي ظل تناقص اعداد هذه الطيور، لابد من التوعية بأهمية اختيار الاساليب الناجعة للصيد وخاصة للمبتدئين بهدف التنمية المستدامة لهذه الطيور وحمايتها من الانقراض.
في هذا السياق، أصدر معهد الكويت للأبحاث العلمية كتابا بعنوان «الصقور والحبارى تراث خليجي أصيل بين الانقاذ وخطر الانقراض» من تأليف د.حنان الخليفة والباحث المؤرخ أسعد الفارس، يهدف إلى توضيح ما خفي عن رياضة القنص بالصقور وصيد الحبارى والتوعية البيئية والتنمية المستدامة لحماية هذه الطيور من الانقراض وكذلك تنظيم هواية الصيد بالصقور.
وقد تضمن الكتاب، الذي يقوم على 253 صفحة، تعريفا بأشهر انواع الصقور وبأهم طرائد الصيد مثل الحبارى الكروانات وغيرها، بموائلها الطبيعية وتحديد الانواع التي باتت مهددة بالانقراض وتقديم المشورة في مجالات المحافظة على صحة الطيور وضمان تكاثرها وتنميتها في بيئاتها الطبيعية.
الصيد الجائر
وتؤكد مدير عام المعهد السابقة د.سميرة عمر في مقدمة الكتاب الذي نشر العام الماضي ان معهد الكويت للأبحاث العلمية لا يحبذ ممارسات الصيد الجائر المدمرة للبيئة والمؤدية إلى انقراض الحيوانات وإنما يحاول من خلال ابحاثه ومنها هذا المؤلف ترشيد هذه الرياضة وفقا للظروف البيئية وتوافر طرائد الصيد.
لمحة تراثية
هذا وتضمن الكتاب لمحة تراثية وافية عن رياضة القنص والصيد في الوطن العربي وفي دول الخليج وتفضيلهم للصيد بالصقور واعتبارهم الحبارى طريدة مفضلة، حيث ان لهذه الهواية جذورا تاريخية في الخليج والكويت يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل من خلال مهاراتهم في طرق تدريب الصقور وابتكار ادوات الصيد المتنوعة التي يحتاجونها.
ويحتوي الكتاب على عدد من العناوين العريضة ومنها الصقور والصيد عند العرب حيث يظهر من خلاله المؤلفان أن الصيد والقنص لا يقتصران على العرب بل ظهرا في الصين بحدود 2000 ق.م، كما ظهرا في اوروبا من خلال التجار والمستشرقين في القرن التاسع الميلادي، الا ان الصيد بالصقور كرياضة وكوسيلة للحصول على الغذاء فكان عند العرب والذي يعتبر جزءا من حياتهم اليومية لأنهم بالأساس أهل بادية يحبون البر والعيش بالخلاء.
وقد تميز هذا الجزء من الكتاب بالأسلوب الادبي إلى جانب كونه بحثا علميا، حيث اورد الكثير من ابيات الشعر التى تغنى بها شعراء العرب حول الصقور والصيد التي كانت ومازالت تشكل مادة خصبة للشعراء على مر التاريخ.
الطيور الجارحة
وتحت عنوان الصقور بين الإنقاذ وخطر الانقراض، تحدث الكتاب عن الصقور والطيور الجارحة بين العلم والتراث مصنفا الطيور الجارحة علميا والتي سميت بذلك لأنها تفترس الطيور والحيوانات الاخرى وتجرحها بمخالبها ودعيت بالجارحة لأنها تجرح الفريسة وتكسب لأصحابها الحيوانات خلال الصيد، وتصنف بخمسة عوائل تضم 307 انواع منها البزاة والصقور والشواهين والعقبان والنسور والزمج.
وتحدث عن صقور الصيد وتنوعها الاحيائي وتصانيفها واجناسها، حيث تتنوع بألوانها وبيئتها ومنها الاشهب كثير البياض ويعيش في الجبال والبراري والاحمر، ومأواه الارياف والسهول والاسود البحري الذي يشتو في الجزائر على شاطئ البحر والاصفر والاخضر وقل وجود هذا اللون، واشهر انواعها كالصقر الحر أو الصقر الغزال أو الصقر الوكري والصقر الابيض القطامي والشاهين.
بين الإنقاذ والانقراض
وتحدث هذا الجزء من الكتاب عن الطيور المهددة بالانقراض والقائمة الحمراء المتعلقة بها، حيث ان هناك 30% من الطيور المهددة بالانقراض عالميا وتصنف القائمة الطيور من منقرض كليا من البيئة الطبيعية أو مهدد بالانقراض أو معرض لخطر الانقراض أو قريب من التعرض لهذا الخطر.
ويشير الكتاب إلى ان هناك 25 نوعا من الطيور المهاجرة أو المقيمة معرضة الانقراض في الكويت ومازالت تلك الطيور تتعرض للصيد، كما ان بعضها يعاني من التلوث البيئي وذلك وفقا للقوائم الحمراء التي تصدرها المنظمة العالمية لحماية الطبيعة، ومن الطيور الجارحة المعرضة للانقراض في الكويت هي صقر الغزال والنسر المصري والعقاب الارقط وملك العقبان وعقاب السهوب والمرزة الباهتة والنسر الاسود.
ويتطرق الكتاب إلى اتفاقية «سايتس» المتعلقة بالتنوع الاحيائي والانواع المهددة بالانقراض وما اوردته حول الصقور، مشيرا إلى ان الكويت حددت مجموعة من الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن تطبيق الاتفاقية حيث تعد هيئة البيئة هي نقطة الاتصال والمنوطة بتنفيذ الاتفاقية بالتنسيق مع الجهات الوطنية فيما تهتم هيئة الزراعة بإصدار تراخيص التصدير والاستيراد لجميع الانواع المدرجة في الاتفاقية، لافتا إلى ان الكويت حددت مجموعة من التشريعات لتنظيم عملية الاتجار بالانواع الفطرية المهددة بالانقراض ومنها ما يتعلق بالصقور كتنظيم عمليات البيع والاجارة ومنع صيد الطيور المهاجرة وتسجيل الصقور كما تم منع تصدير الصقر الحر إلى خارج البلاد.
وتحدث الكتاب عن اهم النشاطات الخليجية لحماية الصقور من الانقراض مسلطا الضوء على تجارب الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ومفصلا واقع الصقور في دول الخليج.
خطة عمل عالمية
وأفرد الكتاب جزءا خاصا تضمن خطة العمل للصقر الحر والبرامج الخاصة بالحفاظ على النوع والتي تهدف لخفض حوادث الصعق الكهربائي والذي يعتبر احد أهم عوامل نفوق الطيور في العالم والتأكد من عنصر الاستدامة في الاصطياد والتأكد ان عوامل النفوق الاخرى كالتسمم وحوادث الاصطدام ليس لديها اي تأثير على مجموعات الصقر الحر.
الحبارى عند العرب
وفي فصل كامل، تحدث الكتاب عن الحبارى واهميتها عند العرب والتي عرفت بكثرة في البيئة العربية حتى ان بعض انواعها يطلق عليها اسم الحبارى العربية.
وحول التصنيف العلمي لفت المؤلفان إلى ان هناك 26 نوعا مميزا من الحبارى ذاكرين صفاتها المميزة والبيئات التي تعيش فيها متحدثين باستفاضة عن انواع الحبارى في البيئات العربية وكيفية تتبعها ورصد هجراتها في اكثر من بلد عربي ومنها الامارات والسعودية.
الصيد بالصقور في الكويت
وفي فصل كامل تناول الكتاب الصيد بالصقور في الكويت فاستعرض تاريخ الصيد بالصقور في المنطقة العربية مشيرا إلى انواع الصقور الاكثر شيوعا للصيد وهي الشاهين والصقر الحر كما يطلق العرب الكثير من الاسماء النبيلة على صقورهم، لافتا إلى ان هناك طريقتين شائعتين لصيد الصقور بالشراك وهي الشبكة المربعة والجربوع أو الشبكة الطويلة والضيقة مع الحمامة أو الغراب، اما الصيد بالصقور فله ايضا طريقتان شائعتان والاولى تقوم على ربط ريش الصقر بخيط رفيع كي لا يبتعد عند ملاحقته الحبارى وهي متبعة في الكويت، والطريقة الاخرى وهي التي تسمح للصقر بحرية الحركة اثناء الطيران والملاحقة للفريسة.
وأورد الكتاب صورا كثيرة ومتنوعة لصيادين كويتيين معروفين ومدربي صقور وعدد من الصور لرحلات الصيد وصور المصيد، بالاضافة إلى صور من مقناص سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، حيث كان للمغفور له هوايات متعددة يمارسها ومنها هواية القنص بالصقور والتي له فيها رحلات كثيرة.
وتناول هذا الجزء عددا من الشعراء والصيادين والصقارين المحليين بجولاتهم وصولاتهم في رحلات الصيد وتغنيهم بها، كما تحدث عن المؤسسات والشركات المعنية بالصقور متناولا الادوات التي تستخدم لترويض الصقور والمصطلحات والمسميات التي تطلق عليها.