تلقت روسيا بفتور رفض واشنطن لمطالبها الأمنية، في إطار «أخذ ورد أشعل» فتيل الأزمة خلال الفترة الأخيرة بينها وبين الغرب بشأن أوكرانيا، لكن كلا الجانبين حرصا على إبقاء الباب مفتوحا للحوار.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف امس: «لا يمكن القول إن وجهة نظرنا أخذت بعين الاعتبار، أو أن (الجانب الأميركي) أظهر استعدادا لأخذ مخاوفنا في الحسبان»، لكنه أضاف: «دعونا لا نتسرع في وضع تقييمات، التحليل يستغرق وقتا».
من جهته، أشار وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى عدم وجود «رد إيجابي» على المطلب الروسي الرئيسي. لكنه ترك الباب مفتوحا للحوار، مشيرا إلى أنه يمكن «أن نأمل في بدء حوار جاد حول قضايا ثانوية». وفي الإطار ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن حتى فكرة اندلاع حرب بين أوكرانيا وروسيا «غير مقبولة»، وذلك في أحدث تصريح ضمن سلسلة بيانات رسمية تهدف إلى تبديد المخاوف بشأن غزو روسيا لأوكرانيا.
وأضاف أليكسي زايتسيف: «لقد قلنا مرارا وتكرارا إن روسيا لا تخطط لغزو أي أحد. ونحن نعتبر أن حتى فكرة الحرب بين شعبينا غير مقبولة تماما».
لكن موسكو حذرت من أن رفض مطالبها سيستدعي الرد، مستخفة بالتهديد بعقوبات غير مسبوقة يلوح بها الغرب في حالة انتقالها إلى الهجوم.
هو ما استدعى ردا من برلين امس حذرت فيه روسيا من «عواقب وخيمة» في حالة الاعتداء على جارتها، حيث لوحت بأن العقوبات يمكن أن تشمل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الاستراتيجي المثير للجدل الذي تنتظر موسكو منذ شهور أن يبدأ تشغيله.
لكن روسيا حصلت على دعم صريح من الصين التي أكد وزير خارجيتها وانغ يي لنظيره بلينكن في اتصال هاتفي أن «المخاوف الأمنية المنطقية» لروسيا «يجب أن تؤخذ على محمل الجد».
وظهر بصيص أمل لتخفيف حدة التوتر بين روسيا ولغرب، مساء امس الأول بعد أسابيع طغى عليها الخطاب الحربي، من خلال اجتماع في باريس جمع مفاوضين روسا وأوكرانيين ووسطاء فرنسيين وألمان اتفقوا على اجتماع جديد في فبراير. وأشادت فرنسا بما رأت أنه «إشارة جيدة» على «العودة إلى الالتزام» بهذا المسار من الجانب الروسي، قبل محادثة الجمعة بين الرئيس إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين. وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يرحب بالمحادثات الرباعية مع روسيا وفرنسا وألمانيا ووصفها بأنها مفيدة وخطوة نحو السلام.
وجاء في البيان أن «رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يقيم بشكل إيجابي الاجتماع وطبيعته البناءة فضلا عن النية لمواصلة المحادثات الهادفة لمدة أسبوعين، كما أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير الشرطة بفتح تحقيق بشأن عملية إطلاق نار نفذها عنصر من حرس الوطني أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح بالغة.
واعتقل الجندي بعدما قتل ليلا 5 أشخاص بينهم 4 من رفاقه في وسط البلاد ثم لاذ بالفرار على مدى ساعات حاملا سلاحه.
إلى ذلك، دعا حزب روسيا الموحدة الكرملين إلى تسليح الانفصاليين في أوكرانيا، في وقت طلب الممثل الرئيسي لهؤلاء الانفصاليين دينيس بوشيلين الذي يقود دونيتسك معقل الانفصاليين من موسكو تقديم أسلحة للمتمردين.
وطلب الممثل الرئيسي للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الخميس من موسكو تقديم أسلحة للمتمردين لمواجهة قوات كييف في خضم أزمة روسية غربية تنذر بتفاقم هذا الصراع.