بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورات عسكرية في إستونيا وهي إحدى جمهوريات البلطيق الثلاث، تستمر حتى التاسع من فبراير المقبل، فيما نشرت موسكو 12 منظومة صاروخية في بيلاروسيا، وحذرت واشنطن من أن روسيا تعمل على إخفاء استعداداتها لغزو اوكرانيا.
وأوضحت قيادة الأركان الإستونية أن مناورات «الناتو» على اراضيها ستختبر فاعلية التنسيق بين القوات البرية والجوية مع مشاركة مقاتلات بلجيكية من طراز «إف-16».
وكان الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ صرح أمس الاول بأن الحلف مستعد لزيادة قواته شرق أوروبا، مضيفا أن الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا قد يأخذ أشكالا كثيرة من بينها: الهجوم الإلكتروني، أو محاولة انقلاب أو أعمال تخريب.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان قال الرئيس الاميركي جو بايدن في تصريحات صحافية إنه سيرسل قوات ليست بالكبيرة إلى أوروبا الشرقية ودول حلف الاطلسي في المدى القريب.
ورغم ذلك، قال وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قائد هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي إنه لا يزال هناك متسع أمام الديبلوماسية لحل الأزمة.
واضاف أوستن انه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك حاليا القدرة على مهاجمة أوكرانيا إلا أنه لم يتخذ قرارا بذلك بعد، مضيفا أن اندلاع حرب بين أوكرانيا وروسيا ليس حتميا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن 3 مسؤولين أميركيين أن الحشد العسكري الروسي بقرب حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم، إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، مما يدعم تقديرات أميركية بأن موسكو أصبح لها الآن «بوضوح» القدرات اللازمة للتحرك ضد جارتها الغربية.
إلا ان الخارجية الأميركية اكدت أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و«الناتو» والحلفاء الأوروبيين ينسقون بشكل وثيق لحث روسيا على خفض التصعيد واتباع مسار الديبلوماسية.
وأوضحت الوزارة أن ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي بحثت مع مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لوفغروف في واشنطن، الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية والجهود الديبلوماسية المستمرة في هذا الصدد.
وفي أوكرانيا، حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس مما وصفه بالإفراط في الذعر وإثارة خوف الأوكرانيين عبر الحديث عن حرب وشيكة. وقال في كلمة أمام البرلمان إنه لا يشاهد تصعيدا روسيا على حدود بلاده يختلف عن السابق، ولكنه دعا موسكو إلى اتخاذ مبادرة لاحتواء التصعيد.
من جهته، قال وزير الدفاع أوليكسي ريزنكوف إن شحنة أسلحة أميركية رابعة وصلت امس الاول وعلى متنها 81 طنا من الذخيرة والأسلحة والمختلفة، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة الأيام المقبلة.
في المقابل، قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحافيين، امس، إن موسكو تواصل في إطار التحقق من جاهزية قوات الرد السريع لدولة الاتحاد، نقل المعدات والأسلحة وإعادة نشر القوات في بيلاروسيا، الدول الحليفة لموسكو في اوروبا.
وأوضح انه في إطار هذه العملية، تم نقل كتيبة منظومات دفاع جوي مدفعية ـ صاروخية من طراز «بانتسير-إس» إلى أراضي بيلاروسيا.
وأضاف: «تم نقل كتيبة منظومات بانتسير-إس بالقطارات من الدائرة العسكرية الشرقية في روسيا إلى محطة التفريغ في بيلاروس».
ووفقا للفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية، تضم كتيبة «بانتسير-إس» التي وصلت إلى بيلاروسيا، 12 مركبة قتالية، يمكن لكل منها حمل 12 صاروخا مضادا للطائرات في حاويات النقل والإطلاق.
وأوضح المصدر أنه بعد التفريغ، ستتجه الكتيبة بمعداتها وأفرادها إلى المناطق المحددة لانتشارها، ضمن نظام الدفاع الجوي الإقليمي الموحد لبيلاروسيا وروسيا. ومؤخرا، استكملت موسكو نقل مقاتلات «سو-35 إس» إلى بيلاروسيا للمشاركة في تدريبات مشتركة بين البلدين. وحذرت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة أن نقل واشنطن للأسلحة إلى كييف يدفع السلطات الأوكرانية إلى ما وصفتها بـ«مغامرات عسكرية» ضد سكان دونباس. وكتبت السفارة الروسية على حسابها على موق «فيسبوك» وفق ما نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية أن «السلطات الأميركية تعلن يوميا عن نشاطها المحموم لإيصال مئات الأطنان من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. ويتم ذلك تحت شعارات أن الروس يريدون وبشدة مهاجمة دولة مجاورة».
وأشارت إلى أنه «من الواضح أن ضخ واشنطن الأسلحة الجديدة لنظام كييف بلا توقف يحرضه في الواقع على مغامرات عسكرية ضد سكان دونباس». وقالت البعثة الديبلوماسية: «ندعو واشنطن مرة أخرى إلى إجبار جنودها (في إشارة إلى أوكرانيا) على الامتثال لاتفاقيات مينسك، وعدم الانغماس في حربهم ومحاولاتهم لدمج السكان الناطقين بالروسية بالقوة».