قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم الأحد إنه لا توجد لدى الحلف أي خطط لنشر قوات قتالية في أوكرانيا، وهي ليست من أعضاء الحلف العسكري، في حالة إقدام روسيا على غزوها.
وردا على سؤال عبر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عما إذا كان يستبعد إرسال قوات من الحلف إلى أوكرانيا إذا أقدمت روسيا على غزوها، قال ستولتنبرج «ليس لدينا أي خطط لنشر قوات حلف شمال الأطلسي القتالية في أوكرانيا.. نحن نركز على تقديم الدعم».
وأضاف «هناك فرق بين أن تكون عضوا في حلف الأطلسي وأن تكون شريكا قويا وذا قيمة كبيرة مثل أوكرانيا. ليس هناك شك في ذلك».
على الجانب الروسي، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن موسكو تسعى إلى علاقة قائمة على «الاحترام المتبادل» مع واشنطن، نافيا تهديد أوكرانيا من قبل بلاده التي أعلنت بريطانيا بأنة تعد عقوبات موسعة جديدة ضدها.
واكد لافروف للتلفزيون الروسي امس أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» مازال «يواصل التحرك شرقا» وبات قريبا جدا من أوكرانيا.
وأعتبر أن أوكرانيا «غير مستعدة» للانضمام إلى الحلف، ولن تكون عضويتها مفيدة له.
واشار الى أن عضوية أوكرانيا في «الناتو» ستؤثر بشكل خطير على العلاقات بين روسيا والحلف، وقال أن «هذا سيقوض حقا العلاقات مع الاتحاد الروسي لأنه سيكون انتهاكا صارخا لالتزامات رؤساء الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى في الحلف».
و قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو ستطالب حلف الأطلسي بتوضيح ما إذا كان يعتزم تنفيذ الالتزامات الأمنية الرئيسية بعد أن قالت موسكو إن رد الحلف على مطالبها لا يفي بالغرض.
وأضاف «لو لم يكونوا راغبين في القيام بذلك، فيتعين عليهم عندئذ أن يشرحوا لماذا. ذلك سيكون سؤالا رئيسيا في تحديد مقترحاتنا المستقبلية التي سنرفعها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وتابع أن روسيا ستسعى ليس فقط للحصول على وعود من الغرب ولكن على ضمانات أمنية ملزمة قانونا «من شأنها أن تضمن الأمن في القارة الأوروبية بأكملها مع مراعاة مصالح روسيا المشروعة بشكل كامل ومتساو».
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف للصحافيين «لا نريد حربا. لا نحتاج إليها إطلاقا»، مشددا على أن موسكو لا تمثل أي تهديد لأوكرانيا.
من جهتها، أكدت بريطانيا بأنها تستعد للكشف عن عقوبات ضد موسكو تستهدف الشركات المقربة من الكرملين.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أن بلادها تريد استهداف المزيد من المصالح الروسية التي «تهم الكرملين مباشرة»، لافتة أن «الأثرياء القريبين من الرئيس فلاديمير بوتين والشركات الروسية المتورطة لن يتمكنوا من الاختباء في أي مكان»، فيما قال رئيس الوزراء بوريس جونسون انه سيقترح على حلف (الناتو) مضاعفة أعداد القوات البريطانية المنتشرة حاليا في أوروبا الشرقية، والبالغة حوالي 1150 عسكريا.
ودعا جونسون موسكو إلى خفض التصعيد مع الجانب الأوكراني والعدول عما وصفه بتنفيذ «غزو متهور وكارثي» لكييف، قائلا إن لندن ستقترح على حلف الأطلسي نشر قوات وأسلحة وسفن حربية وطائرات مقاتلة في أوروبا، في إطار عملية انتشار عسكري كبيرة، ردا على تصاعد «العداء الروسي» تجاه أوكرانيا.
ووفقا لمكتب رئيس الوزراء البريطاني، فإن النشر العسكري المحتمل سيقوي دفاعات الأطلسي ويعزز «دعم المملكة المتحدة لشركائها».
الجدير بالذكر لنه لدى بريطانيا نحو 900 عسكري يتمركزون في إستونيا وأكثر من 100 في أوكرانيا، في إطار مهمة تدريبية بدأت في عام 2015. كما يوجد حاليا نحو 150 جنديا من وحدة مدرعات خفيفة في بولندا.
وقال مكتب جونسون في «داونينغ ستريت» إن حاملة الطائرات «إتش. إم. إس. برينس أوف ويلز» في منطقة القطب الشمالي، في حالة تأهب «إذا ما استمر تصاعد التوتر» على حدود أوكرانيا.