اختتم أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة عمل رسمية للولايات المتحدة الأميركية استمرت عدة أيام.
ووصف أمير قطر مباحثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض بأنها «مثمرة»، وقال في سلسلة تغريدات نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أمس: «تبادلنا خلالها وجهات النظر حيال مجمل التطورات الإقليمية والدولية في سياق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين بلدينا والتي تزداد رسوخا يوما بعد يوم لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا».
وأفادت وكالة «قنا» بأن الرئيس الأميركي رحب خلال اللقاء بسمو الشيخ تميم بن حمد قائلا «يسرني أن يكون بيننا صديق حقيقي تجمعنا به علاقة رائعة منذ توليت الرئاسة ومن قبلها.. سمو الشيخ تميم.. أرحب بك في البيت الأبيض».
وبحث الجانبان علاقات التعاون الثنائي الاستراتيجي الوطيدة بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، فيما أعلن الرئيس بايدن تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقبيل انعقاد القمة بين الشيخ تميم وبايدن، استقبل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمير قطر في مقر وزارة الدفاع (الپنتاغون) حيث جرت محادثات استمرت نحو ساعة.
وقال الشيخ تميم بن حمد عقب اللقاء إنه أجرى اجتماعا مثمرا مع وزير الدفاع الأميركي.
وفي تغريدة على تويتر، أعلن أمير قطر أن نتائج هذا اللقاء ستعزز التعاون الإستراتيجي والعسكري بين الدوحة وواشنطن، مؤكدا أن الجهود المشتركة بينهما موجهة كليا نحو السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده ملتزمة بجعل الشراكة مع قطر أكثر قوة مما هي عليه الآن، كما أعرب عن امتنانه لدعم الدوحة المتواصل في الأزمة الأفغانية، واستضافتها القوات الأميركية في قاعدة العديد.
وأضاف أن المباحثات شملت المصالح الأمنية المشتركة والوضع بأفغانستان وخفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التعاون الدفاعي.
وأورد الديوان الأميري في قطر بيانا حول لقاء الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع وزير الدفاع الاميركي أوضح فيه أن أوستن أكد أن الثقة التي يحظى بها أمير قطر كقائد وشريك يمكن الاعتماد عليه ستعزز العلاقات الدفاعية، في ظل مواصلة البلدين جهودهما لضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة وتحقيق الأهداف المشتركة وحل النزاعات وتقديم الدعم الإنساني للمدنيين وتخفيف حدة التوترات.
وذكر بيان الديوان الأميري القطري أن الاجتماع «بحث أيضا علاقات التعاون الإستراتيجي بين البلدين في المجالات الدفاعية والعسكرية والأمنية، كما تمت مناقشة تطورات الأوضاع، إقليميا ودوليا، وخصوصا الجهود المشتركة للبلدين في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة».
وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أن المباحثات بين الشيخ تميم وأوستن هي الثالثة خلال الأشهر القليلة الماضية بعد مشاورات هاتفية نهاية أغسطس الماضي، وزيارة الوزير الاميركي إلى الدوحة لشكر القيادة القطرية على دعم جهود الانسحاب من أفغانستان.
كما استقبل أمير قطر، قبيل القمة التي جمعته مع الرئيس بايدن، وزير الأمن الوطني الأميركي أليخاندرو مايوركاس، حيث استعرضا علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات ولاسيما في المجال الأمني.
من جهته، وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني العلاقات بين الدوحة وواشنطن بأنها «عابرة للإدارات واختلاف الأحزاب».
وقال وزير الخارجية القطري في تصريحات لقناة «الجزيرة» إن مباحثات أمير قطر مع الرئيس الأميركي ناقشت الاتفاق النووي الإيراني، مبينا أن حديث الجانب القطري مع الإيرانيين والأميركيين ليس نقلا للرسائل، وإن الدوحة ترى أن العودة إلى الاتفاق النووي «عامل استقرار للمنطقة».
وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الدوحة تستغل القنوات المفتوحة مع واشنطن وطهران «لتقريب وجهات النظر»، ويهمها التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن قطر تؤيد عرض مخاوف كل الأطراف لمناقشتها، لافتا إلى أن طهران تبدي حرصها على حسن الجوار.
وفيما يتعلق بالأحاديث المتداولة عن أزمة طاقة محتملة في أوروبا، قال وزير الخارجية القطري إن الدوحة مستعدة للتعاون مع منتجي الغاز ومستهلكيه، وأكد أن بلاده لن تكون طرفا في أي استقطاب سياسي في هذا المجال.