أكدت الكويت مواصلة جهودها لحماية التراث الإنساني، معربة عن إدانتها الشديدة لتدمير الصروح الثقافية والأثرية والمجازر المرتكبة بحق الأشخاص.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سفيرنا لدى فرنسا سامي السليمان في المؤتمر الثاني للجهات المانحة والشركاء الداعمين للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (مؤسسة ألف) والذي أقيم في متحف (اللوفر).
ونقل السليمان تحيات وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، متمنيا التوفيق والنجاح لهذا المؤتمر المهم المعني بحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في مناطق النزاع والمحافظة على الآثار وحمايته من التدمير والتشويه.
ودعا السليمان في كلمته إلى ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي في مكافحة تلك الجرائم، مؤكدا ان «العالم عانى في الفترة الماضية من العديد من التوترات والنزاعات، حيث كانت الضحية الأولى هي البشرية والضحية الثانية التراث الإنساني وتاريخه مع اندلاع الحروب المدمرة للممتلكات الثقافية والتراثية».
وأوضح ان الكويت تولي اهتماما خاصا بهذا المؤتمر الذي يهدف الى المحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للشعوب وسجلها البشري الذي يشدد على تطور البشرية وإسهاماتها الإنسانية في عمارة الأرض.
واستذكر السليمان مشاركة المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في المؤتمر الدولي حول التراث المهدد بالخطر في العاصمة الإماراتية أبوظبي في عام 2016 بالإضافة الى إعلان الكويت عن تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار أميركي في مؤتمر المانحين الأول في عام 2017 لدعم صندوق التحالف (الف).
وأشار إلى دور الكويت الفعال في هذا المجال، لافتا الى مشاركة الكويت في مؤتمر إعادة إعمار الموصل في 11 سبتمبر 2018 والذي تم في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ومؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت عام 2018 والذي نجح بتأكيد التزامات مالية بقيمة 30 مليار دولار أميركي.
وعلى هامش المؤتمر قال الأمين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل في تصريح لـ «كونا»: «من المهم ان نعلم ان جميع الآثار وما تبقى من حضارات تاريخية قديمة سوف يكون ذخر البشرية وارثها العظيم فعلينا مسؤولية كبيرة جدا في المحافظة على هذا الإرث الثقافي الحضاري الإنساني على مدى الحياة حتى ينقل جيلا بعد جيل وان يكون بالفعل بعيدا عن كل الأزمات والصراعات».
وأشاد العبدالجليل بالمؤتمر وما يصبو إليه من صون وحماية التراث المادي وغير المادي عبر المحافظة على التراث الإنساني العالمي من الدمار والأضرار التي تلحق خلال الحروب والمآسي والنزاعات المسلحة.
كما أشاد بالأهداف النبيلة للمؤسسة قائلا: «انها تعمل من أجل السلام والتعايش السلمي والسماحة والتسامح بين البشر وكي يدوم هذا الموروث الإنساني عبر حضارات تاريخية عريقة».
وأضاف ان الكويت دائما تحرص على ان تنشر السلام والمحبة والتعايش بين البشر وتدعم كل الجهود الإنسانية التي تحفظ ما تبقى للإنسان من حضاراته التاريخية لتصورها إلى العالم لننتقل من خلالها إلى عالم متقدم متحضر أكثر ازدهارا ونماء».