عواصم ـ خديجة حمودة ووكالات
مضت اسرائيل في تحديها التحذيرات الدولية، وواصل جيشها التوغل في الأحياء الإضافية التي طلب اخلاءها شرق مدينة رفح التي تؤوي أكثر من نصف سكان قطاع غزة، فيما ارتفعت حصيلة القصف والغارات التي لم تتوقف أمس إلى «35 ألفا و34 شهيدا و78 ألفا و755 إصابة» منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقال المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة هشام عدوان إن آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت من الشريط الحدودي مع مصر «بعمق نحو 2.5 كيلومتر» حيث توقفت.
ووفق قناة «القاهرة الإخبارية»، فقد رفضت مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن إدخال المساعدات عبر معبر رفح، ونقلت القناة عن مصدر رفيع المستوى قوله إن مصر «حملت إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في قطاع غزة أمام الأطراف كافة».
هذا، وأعلنت القاهرة عبر وزارة خارجيتها عن اعتزامها «التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة».
وأوضحت أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
من جهتها، أعربت المملكة المتحدة على لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون أمس عن معارضتها لهجوم بري إسرائيلي على رفح في جنوب القطاع، في غياب «خطة واضحة» لحماية المدنيين. وقال كاميرون في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية «من أجل شن هجوم واسع على رفح، يجب أن تتوافر خطة واضحة تماما بشأن سبل إنقاذ الأرواح وإبعاد الناس» عن دائرة الخطر.
وقال «لم نر خطة مماثلة، ولذلك نحن لا نؤيد» الهجوم الإسرائيلي. كما حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس من أن هجوما واسعا على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة «لا يمكن أن يحصل»، مؤكدا أن هجوما كهذا يتعارض مع «القانون الدولي الإنساني».
وقال تورك في بيان «لا أرى أبدا كيف يمكن أن تتوافق أوامر الإخلاء الأخيرة في منطقة تضم وجودا مدنيا كثيفا مع المتطلبات الملزمة للقانون الدولي الإنساني.. أو مع التدابير الموقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية».
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلغ «مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يثير غيرة» الزعيم النازي أدولف هتلر. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية نشرت أمس. وأشار أردوغان إلى ما تمارسه إسرائيل على أهل غزة منذ أشهر من قصف للمستشفيات وقتل للأطفال بحجج مختلفة، وتساءل «هل يمكن رؤية ذلك أمرا مشروعا؟». وتابع «ماذا فعل هتلر في الماضي؟ لقد اضطهد وقتل الناس في معسكرات الاعتقال».
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أمس الأول أن وقف إطلاق النار ممكن «غدا» إذا أفرجت «حماس» عن الأسرى الذين تحتجزهم في قطاع غزة.
وخلال حفل لجمع التبرعات أقيم خارج سياتل في منزل مدير تنفيذي سابق في شركة «مايكروسوفت»، قال بايدن إنه «إذا أطلقت حماس سراح الرهائن فسيكون هناك وقف لإطلاق النار غدا». يأتي ذلك فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من عدم وجود مكان آمن لـ 600 ألف طفل في رفح. وقالت المنظمة ان كل أطفال غزة بحاجة لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي، مضيفة ان مئات الآلاف من الأطفال في رفح يعانون إعاقات ومشكلات صحية.
من جهة أخرى، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) أمس انقطاع خدمات الإنترنت جنوبي قطاع غزة.
وقالت الشركة، في بيان مقتضب، «نأسف للإعلان عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت في مناطق جنوبي قطاع غزة بسبب العدوان المستمر». ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى أكثر من 35 ألف شخص منذ اندلاع الحرب.
في الأثناء، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن 10 ضباط وجنود للاحتلال انتحروا منذ 7 أكتوبر الماضي، بعضهم خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن اللواء يوغاف بار ششت نائب مراقب المنظومة الأمنية أصيب خلال اشتباكات مع المقاومة في غزة الجمعة، وهو ارفع رتبة تكشف اسرائيل عن اصابتها.
من جهتها، اعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن العمليات الإسرائيلية في المدينة «تجعل من المستحيل تقديم المساعدة الطبية الحيوية»، مشيرة إلى أنها بدأت في إجلاء 22 مريضا من مستشفى ميداني في رفح.
هذا، وقتل طبيبان جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة دير البلح في وسط القطاع، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أمس. وقالت الوكالة في تقريرها إن محمد نمر قزعاط وابنه يوسف، وكلاهما طبيب، قتلا في غارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية، وتم نقل جثتيهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وأضافت أن الطبيبين، وهما من مدينة غزة، نزحا إلى دير البلح خلال هذه الجولة من الصراع.