- الخراز: جائز إذا لم ترجع بالوعظ والهجر
- النجدي: للعودة عن العصيان وليس للتشفي أو الانتقام
- الشطي: يقصد منه التعنيف عند الخطأ والأصل ألا تُضرب
- السويلم: رمز للعقاب فيكون كضرب السواك للجسد
- السماوي: يُحرم على الزوج ضرب زوجته ظلماً
- الشمري: على الزوجة ألا تعامل زوجها معاملة الندّ والتعالي
ليلى الشافعي
أصدر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب فتوى يبيح فيها ضرب الزوجة الناشز لكسر كبريائها ووصولا للحفاظ على الأسرة من الضياع والتشرد، ووضع للتأديب ضوابط وشروطا وأن الضرب المباح يمكن التغاضي عنه إذا ترتب على استعماله ضرر.. فماذا قال علماء الشرع عن ضرب الزوجة؟
يقول د.خالد الخراز: لا يجوز شرعا ان يضرب الزوجة زوجته، فإن الإسلام أمر بإحسان العشرة بين الزوجين القائمة على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون - الروم: 21).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» فجعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائما على حسن معاملتهم لزوجاتهم.
كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفق في الأمر كله فقال: «ان الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه».
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا».
وبين أن ضرب المرأة الناشز يجب الا يكون مبرحا لقوله صلى الله عليه وسلم «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فُرُشَكم أحد تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.... الحديث».
فضرب الزوجة الناشز رخصة رخص فيها ربنا للتأديب، فيأتي الضرب في المرتبة الثالثة من علاج النشوز للمرأة اذا لم ترجع بالوعظ والهجر.
استوصوا بالنساء
يقول الشيخ د.محمد الحمود النجدي: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع: ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك الا ان يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا الا ان لكم في نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا.. »الحديث أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وفي حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت» وغير ذلك من الاحاديث الصحيحة.
فيجوز للرجل ضرب زوجته إذا عصته، وصارت ناشزا وإن كان الافضل له ترك الضرب، وينبغي على الرجل مراعاة اختلاف الاعراف واحوال النساء في ذلك بشرط ان يكون الضرب خفيفا غير مبرح وألا يكسر عظما ولا يجرح لحما ولا يؤثر في الجلد وان يكون في غير الاماكن الحساسة من البدن كالوجه والرأس ونحوها، والحكمة التي ابيح استعمال الضرب هي تأديب المرأة وزجرها عن النشوز والعصيان وليس التشفي او الانتقام.
النشوز
وبين د.بسام الشطي ان ضرب الزوجة في حالة النشوز هو نوع من التخويف للتقويم وهو ضرب بالسواك على سبيل المداعبة؛ لأن الزوجة سكن ومودة ورحمة، والضرب المبرح للزوجة شذوذ وخروج عن الشرع، وإن كانت هناك زوجات لا يستقمن إلا بالضرب لاعتقادهن انها رجولة وهي حالات نادرة، والشاذ لا يقاس عليه في الاحكام ولا يعمل به.
ويجب ان يكون الضرب غير مبرح ولا جارح ولا مؤثر تأثيرا واضحا وغير مؤذ او مهين، وإنما يقصد به تعنيفها اذا اخطأت.
أما الاصل فلا تضرب المرأة التي كرمها الاسلام، وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا».
رمز
من جانبه، قال الشيخ يوسف السويلم: المقصود بالضرب هو الاشعار بأنها اخطأت ويكون ضربا غير مبرح كضرب السواك للجسد تنبيها على الخطأ ولا يجوز ضرب الوجه وهو حسب المصلحة، وبالتدرج وللضرورة، والأصل في التعامل الرفق والتكريم والاحترام، ولقد كرمنا بني آدم.
ولفت الى ان الضرب الرمزي للزوجة الذي ورد في قوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) لم يأت على سبيل الوجوب ولا السنة بل هو امر مباح سواء قام به الزوج أو لا.
القصد التأديب
وقال د.عبدالرحمن السماوي، يحرم على الزوج ضرب زوجته ظلما بلا سبب ولو كان الضرب يسيرا، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ونهى الاسلام عن الضرب، عن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم» رواه البخاري.
وبين السماوي ان طرق تأديب الزوجة ثلاثة: الوعظ، الهجر في المضاجع والضرب غير المبرح، وهذا الترتيب واجب عند جمهور الفقهاء، ويجب ان يكون الضرب غير مبرح وغير مدم، وأن يتوقى فيه الوجه والأماكن الحساسة لأن المقصود منه التأديب لا الاتلاف.
من جهته، قال الشيخ سعد الشمري: المرأة الناشز هي التي تعصي زوجها وتترفع عليه، فعلاجها كما أخبر الله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) فأولا ان يعظها الموعظة الحسنة ويذكرها بحقه عليها ونحو ذلك، فإن لم ينفع فإنه يهجرها ثلاثة ايام لا يكلمهما او شهرا لا يضاجعها، فإن لم ينفع الهجر ضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يخدش جلدا، ولا يضرب الوجه ولا يقبحه، لأن المقصود من هذا الضرب التأديب والصلاح وليس الانتقام.
وأوصى الشمري الزوج بأن يعرف لزوجته حقها، ويعاشرها بالمعروف فلا يقصر في النفقة، ولا يسمعها الكلام الذي يؤذيها، وكذلك على الزوجة ان تتقي الله في زوجها وتعرف حقه عليها ولا تعامله معاملة الندّ بل تتواضع لزوجها.