قال مسؤولون في الجيش والاستخبارات الأميركية، إن روسيا حشدت 70% من القوات العسكرية اللازمة لشن غزو واسع النطاق على أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وظهور ملايين اللاجئين.
وذكرت صحيفة «ذا هيل» الأميركية، امس أن مسؤولين بارزين بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذروا في إحاطات لمشرعين وشركاء أوروبيين في الأيام الأخيرة من أنه إذا اختارت موسكو شن غزو كامل على أوكرانيا، فقد يتسبب ذلك في قتل 50 ألف مدني ونزوح ما يصل إلى 5 ملايين لاجئ.
وإذا اختارت موسكو اللجوء إلى غزو واسع فيمكن لقواتها تطويق العاصمة الأوكرانية كييف والإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة، وفقا لهؤلاء المسؤولين.
ووفقا للتقديرات الأميركية الرسمية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه 83 مجموعة تكتيكية من الكتائب يبلغ قوام كل كتيبة 750 جنديا تقريبا على حدود أوكرانيا، وهو ما يمثل 70% من القوات التي سيحتاجها لتحقيق أقصى قدر من الغزو الكامل. وقدر المسؤولون الأمريكيون أن هناك أكثر من 100 ألف جندي روسي تم حشدهم على الحدود الأوكرانية، وذكرت تقارير صحافية أميركية أن الحشد العسكري لا يعتبر خدعة، ويعتقد أن الهجوم يمكن أن يحدث في أي يوم، مع توقعات بحدوثه بين منتصف فبراير الجاري وأواخر مارس المقبل.
واعتبر السيناتور الجمهوري ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا للصحافيين إن الغزو الروسي «شبه مؤكد»، مضيفا: «هذا هو أكبر تهديد في أوروبا منذ عام 1945».
في المقابل، قال دميتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ان تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تهزم فيها كييف هو الجنون والذعر.
وفي تعليقه على التقارير الإعلامية والتقديرات الاستخباراتية الغربية، قال بوليانسكي: «الجنون والذعر لايزالان مستمرين.. ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص؟ وذلك اعتمادا على المعلومات الاستخباراتية التي لا نكشفها؟ هل يعتبر ذلك أمرا صحيحا بالنسبة للأميركيين والبريطانيين؟ لا. ولا يعتبر ذلك صحيحا بالنسبة للروس والأوكرانيين أيضا».
في غضون ذلك، تتدرب جيوش دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أستونيا على بعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود الروسية، ضمن تدريبات عسكرية اطلق عليها «وينتر كامب» أو (معسكر الشتاء).
ويشارك في هذا التدريب السنوي 1300 جندي بريطاني وفرنسي وأستوني، وتهدف مناورة «وينتر كامب» إلى اختبار قدرة الجنود على المقاومة وتعزيز فعالية المعدات المستخدمة في ظروف جوية قاسية.
على الجانب الأوكراني، اعتبرت كييف أن فرص إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة مع روسيا «أكبر بكثير» من التصعيد العسكري.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني: «فرص إيجاد حل ديبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد».
جاء ذلك فيما تسلمت القوات الجوي الأوكرانية 3 مروحيات من فرنسا، بموجب اتفاقية بين البلدين.
وذكرت دائرة حرس الحدود الأوكرانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية (يوكرينفورم) أنه «تم تجهيز المروحيات من طراز إيرباص آتش 125 بنظام مراقبة إلكتروني ضوئي يسمح بمراقبة حدود الدولة، بالإضافة إلى نظام تسجيل فيديو بجودة عالية والقدرة على البث بمساعدة معدات الأقمار الاصطناعية».
وأفاد البيان بأنه تم تجهيز المروحيات بنظام تحذير مع مكبرات صوت وكشافات خاصة يمكن استخدامها بشكل متزامن مع نظام المراقبة الإلكترونية الضوئية.
وأشارت دائرة حرس الحدود، إلى أن 15 من أفراد القوات الجوية أكملوا تدريبات متقدمة ذات صلة في فرنسا.