- مزارعون لـ «الأنباء»: نبيع المنتج المحلي بأقل من سعر الكرتون بسبب عدم تنظيم المزادات وغياب اهتمام الجهات المعنية والدعم لا يُذكر خاصة المبيدات الحشرية التي تشهد أسعارها ارتفاعاً كبيراً
- كنا نعمل بـ 150 محمية بمختلف الأصناف التي يحتاج إليها المستهلك والآن نعمل بـ 80 محمية فقط (خيار وفلفل وباذنجان) بكميات محدودة بسبب نقص العمالة وغياب تشجيع الأسعار
- الرمال تدفن طريق 500 صيفاً ويحتاج إلى اهتمام شتاءً وصيفاً وإنارة ولوحات إرشادية بعد أن أصبح محطة للموت والمخاوف تسيطر على سكان المنطقة ونضطر لسلوك طرق أطول للوصول إلى المزارع
أجرى التحقيق : عبدالله الراكان
تعتبر مزارع الوفرة من أهم البقع الزراعية في الكويت وصمام الأمان لضمان أمنها الغذائي ورئة الكويت الزراعية، لكن أصحابها يشتكون من نقص الخدمات الأساسية خاصة في القطعتين 6 و7 والمخصصة للأمن الغذائي، وكما يطلق عليهما بمزارع الأمن الغذائي، وأبرز تلك المشكلات ما يتعلق بالمياه المعالجة والكهرباء والنظافة العامة، مشيرين إلى أن الواقع مزر للغاية والمزارع بات يتحمل أصحابها أعباء إضافية ويصرفون أموالا طائلة لتوفير الزراعات المتنوعة والمميزة للمستهلك.
«الأنباء» وخلال جولة في منطقة مزارع الوفرة الواقعة على جانبي طريق 500 التقت عددا من المزارعين في مزرعة خالد الدخنان، ورصدت واقعا مأساويا تمثل في انتشار النفايات حول المزارع بكميات هائلة وسط غياب واضح للجهات المعنية التي باتت عاجزة أمام هذه الأطنان من الأشجار والمخلفات التي تستدعي حلولا مكانية، إضافة إلى غياب الفروع الاستهلاكية والخدمية وعدم وجود مستوصف يخدمهم أو محطة وقود، إضافة إلى خطورة الشارع الرئيسي طريق 500 الذي بات يشكل التهديد الأكبر لأصحاب ورواد مزارع الوفرة، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد خالد الدخنان، صاحب مزرعة الدخنان، لـ «الأنباء»، أن شوارع الوفرة خاصة طريق 500 أصبح محطة للموت، فالمخاوف تسيطر على القاطنين في المنطقة ما يدفعنا إلى سلوك طرق أطول منه وتكبد زيادة المسافات للوصول إلى المزارع، فالرمال تدفنه صيفا «السافي» ما يؤدي إلى حوادث قاتلة خاصة الفترة من شهر مايو الى سبتمبر من كل عام يكثر رواد المزارع وتكون مزدحمة بالعوائل، حيث نقوم بمناشدة وزارة الاشغال والبلدية لتنظيف الشارع لكن نرجع الى نفس المربع مع كل هبوب للرياح، مشيرا الى انه قام بالتواصل مع نائب رئيس مجلس الأمة أحمد الشحومي الذي قام بدوره بالتواصل مع وزير الأشغال علي الموسى الذي أبدى تعاونا كبيرا وأكد ان الوزارة ستشكل لجنة في الأسبوع المقبل لحل هذه المشاكل.
غياب الدعم
وأما ما يخص المزارع، فأكد الدخنان أن المنتجين يبيعون المنتج بأقل من سعر الكرتون بسبب عدم تنظيم المزادات، وعدم اهتمام الجهات المعنية بالمنتج المحلي، مشيرا الى أن الدعم المقدم لا يذكر، خاصة بالمبيدات الحشرية التي تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعارها.
وأضاف الدخنان: من المفترض أن تكون مزارعنا مخصصة للأمن الغذائي لكن الواقع المزري للقطعتين 6 و7 من منطقة الوفرة وافتقارهما إلى أدنى المتطلبات الأساسية ومقومات الزراعة بات يمثل عبئا غير مسبوق على المزارعين، فمنطقتنا تعاني من نقص الخدمات الأساسية وعلى رأسها مشكلة انقطاع الكهرباء خاصة في موسم الأمطار والصيف والذي يستمر انقطاعها لساعات والطرق غير الآمنة ومشكلات النظافة العامة وعدم وجود محطة بنزين، ناهيك عن عدم وجود سوق مركزي استهلاكي وخدمي أو فرع غاز ولوازم العائلة، والجمعية الرئيسية بعيدة جدا عن الكثير من المزارع، رغم وجود مواقع تم تخصيصها من قبل الدولة، وأيضا لا يوجد مستوصف يخدم المنطقة.
دعم وتعويض
وأشار الدخنان الى انه بعد جائحة «كورونا» قلصت الإنتاج في المزرعة، وكنا نعمل بـ 150 محمية بمختلف الأصناف التي يحتاج إليها المستهلك والآن نعمل بـ 80 محمية فقط (الخيار والفلفل والباذنجان) بكميات محدودة بسبب نقص العمالة وغياب تشجيع الأسعار، حيث إننا نبيع الكرتون بـ 100 فلس ويباع في الجمعيات بدينار لكل صنف والمستفيد التاجر على حساب المنتج، لافتا الى أن المزارع في هذه الفترة يصيبها الصقيع، خاصة الطماطم والخيار وذلك بدون أي تعويض رغم الوعود منذ 7 سنوات لم احصل على أي تعويض.
وأضاف ان الكثير من أصحاب المزارع يخصصون مزارعهم للإيجار والترفيه رغم تخصيصها للأمن الغذائي ومن المفترض أن يتم انشاء مزارع للترفيه وتحت مسمى الترفيه، لافتا الى وجوب الاستفادة من مزارع الأمن الغذائي لتغطية احتياج السوق وانشاء مزارع للترفيه بواقع 2000 متر مخصصة لهذا الغرض كمنتزه لاحتياج العوائل للترفيه.
طريق 500
من جهته، اكد المواطن سعود العازمي، وهو من رواد مزارع الوفرة، ان طريق 500 يحتاج إلى الكثير من الاهتمام في موسمي الشتاء والصيف، ويحتاج الى إنارة ولوحات إرشادية تنبه رواد الطريق، حيث إن هذا الطريق أصبح محطة للموت، فالمخاوف تسيطر على القاطنين في المنطقة ما يدفعنا إلى سلوك طرق أطول منه وزيادة في المسافات للوصول إلى المزارع، فالرمال تدفنه صيفا ما يؤدي إلى حوادث قاتلة.
البنية التحتية
بدوره، اكد أحمد الدخنان أن البنى التحتية لمنطقة الوفرة مهملة منذ 30 عاما واكثر، والشوارع من دون إنارة، وهناك شارع واحد يسمي بطريق 500 يستخدمه الجميع حتى الشاحنات ويحتاج الى اهتمام مستمر، مشيرا الى أن المزارعين في الوفرة ساهموا بشكل كبير أثناء جائحة «كورونا» بتزويد السوق المحلي بالمنتجات، ومن أبرز المشاكل التي يواجهها أصحاب المزارع غياب المياه المعالجة عن 80% من المزارع ويستخدمون شاحنات نقل المياه، لافتا الى انه بعد هذه المعاناة ومساهمات أصحاب المزارع بحل الكثير من المشاكل يفترض أن يزيد الاهتمام بمزارع الوفرة كونها مصدرا للأمن الغذائي في البلاد.
وأوضح أن من أبرز المشاكل التي تواجه أصحاب المزارع في الوفرة غياب العيادات الصحية والمستوصفات والأسواق الاستهلاكية التي يحتاج اليها العمال بشكل يومي، داعيا الجهات المعنية الى الاهتمام بمنطقة الوفرة، لاسيما أنها أصبحت من المناطق التي يرتادها الناس بشكل كبير وعلى مدار أيام السنة، كما تشكل متنفسا للعائلات ومصدرا أساسيا في حفظ الأمن الغذائي في البلاد.
أما أحمد الشمري فأوضح أهمية الدور الذي يقوم به المزارعون في جميع المواسم وتأثير جهودهم في الحفاظ على الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن المنتجات الكويتية تتميز بجودتها من جميع النواحي واستمرار عطاء المنتجين لا يكون إلا بتقديم الدعم لهم، متسائلا: لماذا لا يكون هناك توريد مباشر للأسواق بعيدا عن الوسطاء وبشكل منظم؟
مواسم متنوعة
كذلك تحدث حمد العلي وشارك الشمري الرأي بأهمية دعم المنتجات الزراعية خصوصا في المواسم التي تتعرض فيها للأضرار كالصقيع أو الحرارة العالية وكل ما يرتبط بالعوامل الجوية، وأيضا الآفات الزراعية والحشرات التي تسبب خسائر كبيرة للمزارعين.
وأشار العلي إلى أن منطقة الوفرة بحاجة إلى اهتمام أكبر في تأمين النية التحتية خصوصا الطرقات والشوارع الداخلية، وأيضا متابعة طريق 500 وما به من مشكلات ومخاطر على حياة مستخدميه، والذي يشهد حوادث متكررة ومميتة في كثير من الأحيان، وأيضا المنطقة بحاجة إلى فروع إضافية للجمعية التعاونية.
وقال العلي إن هناك الكثير من المزارع المتكاملة التي تزرع المنتجات المتنوعة حيث نحرص على تأمينها في جميع المواسم الصيفية والشتوية، حيث تنتج البطاطا والطماطم والخيار والخضراوات وغيرها، وهناك مزارعون يهتمون بتربية الدواجن والطيور في مزارعهم لتوفير احتياجاتهم المنزلية.