في خضم التوترات المتصاعدة حول الأزمة الأوكرانية والقلق حيال غزو روسي لكييف، ومحاولة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حلحلة الأزمة بين روسيا والغرب خلال زيارته الى موسكو، أعلنت بريطانيا وألمانيا إرسال قوات إضافية إلى پولندا وليتوانيا، فيما قال حلف شمال الأطلسي «الناتو» انه يدرس تعزيز الحلفاء إذا بقيت القوات الروسية في روسيا البيضاء.
وفي السياق، قال رئيس اللجنة العسكرية بحلف شمال الأطلسي امس إن الحلف يدرس زيادة وجوده العسكري في دول البلطيق وپولندا إذا أبقت روسيا قواتها في روسيا البيضاء بعد انتهاء تدريبات عسكرية.
وقال الأميرال الهولندي روب باور، رئيس أعلى هيئة استراتيجية عسكرية في حلف شمال الأطلسي، إنه من الممكن نشر المزيد من القوات من أعضاء الحلف.
وأضاف باور في مؤتمر صحافي في فيلنيوس: «لدينا قوات في الحلف باستمرار، في الدول المختلفة - الحديث بشأن ذلك هو نتيجة ما نحن فيه الآن. نعم، ننظر في الأمر. قد تكون هناك تغييرات في المستقبل نتيجة تلك التطورات». وأضاف: «هذا يعتمد بشكل كبير بالطبع على ما إذا كانت القوات الروسية ستبقى في روسيا البيضاء».
كما، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت امس أن بلادها سترسل إلى ليتوانيا 350 عسكريا إضافيا للمساهمة بتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وقالت لامبريخت: «نحن نعزز مساهمة قواتنا في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ونرسل إلى حلفائنا إشارة واضحة على عزمنا»، مشيرة إلى أن العسكريين الـ 350 سيصلون «في غضون أيام قليلة» إلى ليتوانيا، حيث يتمركز أساسا 500 عسكري ألماني في إطار قوة حلف شمال الأطلسي.
ووصل ماكرون امس إلى موسكو للقاء نظيره بوتين في بداية أسبوع من المساعي الديبلوماسية المكثفة بهدف حلحلة الأزمة.
وماكرون هو أول مسؤول غربي من الصف الأول يلتقي بوتين منذ تصاعد التوتر في ديسمبر، على أن يلتقي اليوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واعتبر الكرملين أن الاجتماع بين الرئيسين الفرنسي والروسي «مهم جدا» غير أن «الوضع أكثر تعقيدا من توقع اختراق حاسم خلال لقاء واحد».
وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن «ماكرون قال لبوتين إنه جاء حاملا أفكارا من أجل خيارات محتملة لتحقيق انفراج في التوتر في أوروبا».
وأوضح ماكرون في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أن «كثافة الحوار الذي أجريناه مع روسيا وهذه الزيارة لموسكو من شأنهما منع اندلاع نزاع مسلح»، مشيرا إلى أنه يريد أن يبحث «شروط خفض التصعيد».
وأقر بأن الغربيين «لن يحصلوا على خطوات أحادية» من بوتين. وإذ أكد على وجوب عدم تقديم أي تنازل بشأن «أمن وسلامة» أوكرانيا وأوروبا. لفت إلى أنه «من المشروع أن تطرح روسيا مسألة أمنها الخاص».
في المقابل، حددت أوكرانيا خطوطها الحمر وهي بحسب وزير خارجيتها دميترو كوليبا «لا تنازلات على وحدة وسلامة أراضينا» و«انسحاب دائم للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية والمناطق المحتلة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، امس، أن كييف تلقت مؤخرا دعما من الشركاء الغربيين قدره 1.5 مليار دولار وأكثر من ألف طن من الأسلحة.
وأضاف كوليبا - في تصريحات أوردتها وكالة (يوكرن فورم) الأوكرانية: «تلقت أوكرانيا مساعدة سياسية وأمنية معززة، ودعما اقتصاديا ليتجاوز حجم الدعم الإجمالي الذي تلقته خلال الأسابيع والأشهر الماضية 1.5 مليار دولار، كما بلغ حجم تسليم الأسلحة الدفاعية والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا أكثر من ألف طن».