- نؤمن بأن إعادة العلاقات مع السعودية ستؤدي لحلحلة العديد من القضايا الإقليمية بالمنطقة
- «كورونا» أدت إلى تقليص الزيارات الرسمية وأثرت سلباً على التبادل التجاري والسياحة بين البلدين
أسامة دياب
أعرب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد د.محمد إيراني عن سعادته لتزامن احتفال بلاده بالذكرى الـ 43 لليوم الوطني وقيام الثورة الإسلامية في إيران والتي تصادف الـ 11 فبراير مع ذكرى التحرير والعيد الوطني بالكويت.
ولفت إيراني في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة بمناسبة احتفال بلاده باليوم الوطني، إلى أن الشعب الإيراني قرر قبل 43 عاما إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة وبعد هذه السنوات بدأ يجني ثمار ثورته من خلال مشاركة شعبية سياسية واسعة في صناديق الاقتراع ومختلف مناحي الحياة.
وقال: شارك الشعب الإيراني في 13 دورة انتخابية لرئاسة الجمهورية و11 دورة لمجلس الشورى، فضلا عن انتخابات المجالس البلدية والمحلية و«صيانة الدستور»، وكل هذه الإنجازات تحققت بفضل الثورة وقيادة الإمام الخميني، وتحمل الشعب العديد من المصاعب، فالحرب العراقية - الإيرانية استنفدت العديد من مقدرات الشعب وخلفت ضحايا، مشيرا الى تحمل الشعب الضغوط الأميركية كالعقوبات والحصار الاقتصادي بحجج واهية وبالرغم من ذلك استمر بعزمه على الحرية والاستقلال وحقق العديد من الإنجازات ولاسيما في المجال التقني والعلمي والتنموي.
العلاقات الثنائية
واستعرض مسيرة العلاقات الإيرانية - الكويتية، مشددا على أن العلاقات بين البلدين تواصل مسيرة حافلة وجيدة بفضل حكمة القيادة السياسية، مشيرا إلى أن جائحة كورونا أدت إلى تقليص الزيارات الرسمية وأثرت سلبا على معدل التبادل التجاري والسياحة بمختلف أنواعها وأبرزها الدينية، ولكن الوشائج التاريخية العريقة التي تربط البلدين استأنفتها من جديد، ونأمل أن تستمر في التطور، وخلال الفترة القصيرة من عمر الحكومة الإيرانية الحالية شهدت 3 جولات من المباحثات بين وزيري خارجية البلدين، متوقعا تعزيز هذه العلاقات في الأسابيع المقبلة، كاشفا عن أن زيارة وزير الخارجية د.أمير عبداللهيان إلى الكويت مازالت موجودة على جدول الأعمال على أن يتم تنفيذها في أقرب وقت.
وأعرب إيراني عن شكره العميق للمسؤولين الكويتيين لحل أزمة «وافدي الستين» من جميع الجنسيات ومنهم الإيرانيون، معتبرا انها قضية إنسانية بحتة، لأن هؤلاء عاشوا في الكويت لعقود طويلة وكانت مصدر رزقهم ولديهم ذكريات جميلة فيها، ونحن نقدر هذه المبادرة.
وحول فتح التأشيرات، قال: نحن لا نفرض أي شروط لحصول الكويتيين على التأشيرات ولم يطرأ أي جديد في ذلك، ونصدر نحو 200 تأشيرة يوميا للكويتيين، ومسرورون بذلك، مشيرا الى أن قبل الجائحة كانت السفارة تصدر نحو 60 ألف تأشيرة سنويا منها الزيارات السياحية والدينية والعلاجية وذلك بسبب التقدم العلمي في إيران فضلا عن الأسعار الزهيدة والتي في متناول الجميع، ولفت إلى أن قيود الجائحة لاتزال موجودة على الإيرانيين للدخول الى الكويت، آملا معالجة هذه المشكلة في المباحثات الثنائية المقبلة غير أن موعد انعقاد اللجنة الثنائية لم يحدد بعد.
ولفت الى أن الإيرانيين يزورون دول الخليج الأخرى بسهولة، وهذا يعود بالنفع عليها ويعزز العلاقات التجارية، آملا أن يتحقق هذا الأمر مع الجانب الكويتي ليسهم ذلك في تعزيز العلاقات واستفادة الكويت من الطاقات الإيرانية.
وبشأن حجم التبادل التجاري بين البلدين، أوضح انه تأثر بفعل الجائحة وحتى اليوم لم نصل الى المستوى الطبيعي الذي كان قبل الجائحة والذي بلغ 600 مليون دولار سنويا ثم انخفض الى 300 مليون في فترة الجائحة واستمر في الانخفاض حتى وصل الى ما دون 100 مليون، ولكن الأمور بدأت تتصاعد تدريجيا.
العلاقات الخليجية - الإيرانية
وردا على سؤال حول وجود مساع لعقد قمة خليجية - إيرانية، أفاد إيراني بأن لقاء كبار المسؤولين الإيرانيين مع قيادات مجلس التعاون الخليجي غير مطروح حاليا، ولدينا علاقات جيدة مع قطر وعمان وعلاقات فاعلة وناشطة مع الإمارات، فهناك تبادل للزيارات الرسمية والوفود التجارية والسياحية، وطهران لديها الاستعداد الكامل لتعزيز التعاون مع دول الجوار الـ 15 لاسيما مجلس التعاون.
وفيما يتعلق بمنحى جلسات الحوار مع الرياض، قال: كان لدى الطرفين 4 جولات من المباحثات آخرها في 22 سبتمبر الماضي، حيث أعرب الوفدان عن تفاؤلهما باستئناف العلاقات، والجولات كانت إيجابية وجادة، وانطباعنا أن الرياض حريصة على حل مشاكل البلدين، وتمت إعادة افتتاح مكتب إيران بمنظمة التعاون الإسلامي في جدة والذي كان مغلقا منذ سنوات ومنح 3 ديبلوماسيين تأشيرات لمباشرة أعمالهم، ونعتبر هذه الخطوة إيجابية لاستئناف العلاقات بشكل طبيعي، لافتا إلى أن العراق يسعى لعقد جولة خامسة لهذه المباحثات ونتابعها بشكل جاد، ونؤمن بأن إعادة العلاقات مع السعودية ستؤدي إلى حلحلة العديد من القضايا الإقليمية في المنطقة، وتشكيل حكومة جديدة في العراق يساعد في مباشرة هذه الجولات من المباحثات.
وأضاف: إيران أعلنت مرارا أنها على استعداد تام للتواصل مع الكويت في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية لتكون علاقاتنا أفضل وليس لدينا أي ملاحظات أو شروط معينة، فالكويت دولة شقيقة وجارة، ومن الممكن أن تكون لدينا وجهات نظر متباينة في ملفات بعض القضايا، وهذا أمر طبيعي، فلدينا اختلافات مع الإمارات ولكن علاقاتنا جيدة معهم، ونأمل أن تكون علاقاتنا متميزة مع الكويت في الأشهر المقبلة.
الأزمة اليمنية
وحول أزمة الحوثيين مع الإمارات، قال: لدينا علاقات متميزة مع صنعاء وأبوظبي وهناك زيارات على مستوى كبار المسؤولين، ومستعدون لدفع المباحثات بين الأطراف المتنازعة ولا نسميها وساطة بقدر ما هي طلب من دول المنطقة لمتابعة الملف مع اليمن، ونؤمن بأن حل القضية اليمنية لا يتم إلا بالحوار.
وبخصوص ما إذا كان هناك طلب خليجي من طهران للتدخل مع الحوثيين، ذكر انه تم طلب التوسط لدى حكومة صنعاء والجلوس على طاولة واحدة مع الطرف الآخر من قبل كثير من الدول الأوروبية والأمم المتحدة.
وعما إذا كانت بلاده تؤيد الهجوم على الإمارات، قال: «لا نوافق على توسيع نطاق الحرب مطلقا وكل جهودنا تنصب لإيجاد حل جذري للأمر».
وحول ما إذا كانت الإمارات ستحل محل الكويت في الحوار الإيراني - الخليجي، نفى ذلك، مؤكدا ان الإمارات أدركت سريعا أهمية إيران في المعادلات الدولية وأن تقاربهم معنا يمكن أن يحل الكثير من القضايا.
تقدم مباحثات فيينا
تحدث السفير الإيراني عن التقدم الذي أحرزته مباحثات فيينا، قائلا: «آخر ما توصلنا إليه هو أن هذه المباحثات تسير قدما مع الجانب الأوروبي وبشكل غير مباشر مع أميركا ولربما يكون ذلك بشكل بطيء لكنه جاد، والطرفان مصران على الوصول إلى نتيجة مستدامة»، وهناك بحث مكثف حول 3 محاور وهي الضمانات المقدمة وعدم تكرار سلوك أميركا تجاه الاتفاق لأنه كان تجربة مريرة في السابق، والوفد المفاوض يعمل بشكل دقيق ونسعى لاتفاق دائم وواقعي ولا يمكن أن نقبل بانسحاب أميركي آخر ولن نجازف بذلك، ونطالب بقوة بإلغاء كل العقوبات على الأفراد والشركات والتي فرضت في 2015 وهناك خطوات إيجابية اتخذت في هذا المجال، كما نؤكد على المحور الثالث حول الصدق في العمل ويجب أن تكون لدينا معايير من المصداقية من الطرف المقابل.
إيران و«حزب الله».. علاقة قديمة
ردا على سؤال حول دعم بلاده لحزب الله رغم اعتراض دول الخليج على أدائه داخل وخارج لبنان، قال إيراني: علاقة إيران وحزب الله قديمة وهو مكون من الشعب اللبناني، والحكومة والشعب مدركان لهذا الأمر ويتعاونون فيما بينهم منذ سنوات، والحزب مشارك في الحكومة والبرلمان وله مكانة سياسية رفيعة، مشددا على ضرورة استقرار الأمن في لبنان.
وتابع: مقاطعة أميركا لحزب الله لم تحسب حسابات داخلية وتعاون الحزب مع الفرقاء ولم يهتموا باستقرار لبنان ولم ينتبهوا لهذا الأمر، وحزب الله يعد الشق المقاوم للكيان الصهيوني ونعتبر أن مقاطعة أي فريق لبناني تؤثر على الشعب برمته، وهذا أسوأ تعامل مع هذه الدولة لأن الشعب سيتحمل عواقب الأزمة، ونؤمن بأن الشعب اللبناني سيحل مشاكله مثلما شاهدناه في المرات السابقة.