كثف المستشار الألماني أولاف شولتس جهوده الديبلوماسية في محاولة لنزع فتيل الأزمة على الحدود الأوكراني ـ الروسية، ليستكمل بذلك مسعى أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبدأت أولى ثماره تظهر امس بدليل «المؤشرات الإيجابية» التي تحدثت عنها موسكو وكييف.
فبعدما التقى في برلين عصر امس رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريدريكسن، يستقبل شولتس اليوم قادة دول البلطيق القلقين بشدة من تصرفات جارتهم روسيا.
وإثر لقائه فريدريكسن، أشاد شولتس بـ «التقدم» الذي تم تحقيقه باتجاه خفض التصعيد في أزمة أوكرانيا، وقال للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية «تتمثل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، واعتقد أن ذلك سيتم تحقيقه». وأكدت أوكرانيا امس أن هناك «فرصا حقيقية» لخفض حدة التوتر على حدودها مع روسيا، حيث حشدت موسكو أكثر من مائة ألف عسكري في خطوة يخشى الغرب أن تكون تحضيرا لغزو عسكري للجارة الموالية للغرب، في حين تحدث الكرملين عن «مؤشرات إيجابية».
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحافيين «هناك فرص حقيقية لتسوية ديبلوماسية»، محذرا في الوقت نفسه من أن «الوضع لايزال متوترا لكنه تحت السيطرة».
وأضاف أن حكومته تأمل أن تنجح المساعي الديبلوماسي التي كثفها الأوروبيون في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى التهديدات الغربية بفرض عقوبات «غير مسبوقة» على موسكو في حال غزت قواتها بلاده، في أن تبعد شبح الحرب عن أوروبا. بدوره، أعلن الكرملين امس أن هناك «مؤشرات إيجابية» إلى إمكانية تسوية الأزمة الراهنة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين «برزت مؤشرات إيجابية إلى أن الحل لأوكرانيا يمكن أن يستند فقط إلى الالتزام باتفاقيات مينسك» الموقعة في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، لكنه حذر من أنه ليس هناك أي مؤشر من السلطات الأوكرانية إلى استعدادها «للإسراع» في القيام بما «كان ينبغي على كييف القيام به منذ فترة طويلة». وأضاف «لذا هناك مؤشرات إيجابية، ومؤشرات أقل إيجابية».
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي ان الإدارة الأميركية ستترك باب الديبلوماسية مفتوحا «دائما» للتعامل مع الأزمة الأوكرانية. وشددت ساكي في تصريح للصحافيين بالبيت الأبيض مساء أول من أمس على ان الولايات المتحدة «تستعد لمجموعة من الحالات الطارئة وسنتعاون مع شركائنا الأوروبيين ونظرائنا للاستعداد لها».