بقلم: مبارك الخالدي
تفتخر الأمم بحضاراتها الشاهدة على عمق تاريخها سواء الثقافي أو الإنساني، وتختلف معالم هذه الحضارات بين معلم اثري او اكتشاف مؤثر يخدم البشرية، أو شخصية قدمت لوطنها خاصة وللانسانية عامة خدمات وأعمالا يصعب نسيانها أو تغافلها، فيرتبط هذا الاسم التاريخي أو هذا المعلم ببلده فيصبح عنوانا مميزا له.
ولم تخرج الكويت الصغيرة بحجمها والكبيرة بأفعالها عن هذا الإطار مزهوة بأفعال أبنائها البررة الكثيرين الذين أعلوا شأنها في مجالات عدة رغم الاخطار المحدقة بها.
والفقيد الكبير العم صالح العجيري في مقدمة هؤلاء النجوم الساطعة في تاريخ الكويت، حيث برز اسمه وتألق في علم الفلك، وهو من اصعب العلوم القديمة الحديثة واكثرها اهمية وتطورا، فرغم الامكانات البدائية لكنه بعزيمة واصرار نجح في تأسيس رزنامته الخاصة والتي اصبحت معتمدة رسميا في كافة جهات الدولة بل وفي دول الخليج وبعض الدول العربية في بداية نشأتها لتساهم في سطوع اسمه.
وأصبحت الكويت من خلاله علما بارزا للحضارة ولعلم الفلك، ولأنه محب للكويت قام وبكل ذكاء وفطنة بربط التواريخ والأيام بالاحداث التاريخية الكويتية وبالأمثال الشعبية والسير التاريخية لرجالات الكويت، فكانت بحق عملية توثيق رائدة يعتمد عليها أجيال الكويت المتعاقبة جيلا بعد جيل.. رحم الله فقيدنا العم صالح العجيري وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيرا عن كل ما قدمه للكويت وأهلها.