مع استمرار الحشد العسكري الروسي على طول الحدود الأوكرانية، وإجراء روسيا مناورات عسكرية واسعة مع بيلاروسيا، يحذر كبار المسؤولين الأميركيين إمكانية بدء غزو روسي للأراضي الأوكرانية في أي لحظة.
وتختلف تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية حول توقيت ونطاق الغزو الروسي المحتمل. إذ تتفق التقديرات الاستخباراتية الأميركية والبريطانية على أن الغزو الروسي وشيك، وعلى نقيض ذلك يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه التقديرات، ولا يبدو مقتنعا بما تقدمه له الاستخبارات في لندن وواشنطن من معلومات. في الوقت ذاته، يعتقد بعض حلفاء واشنطن - مثل فرنسا وألمانيا والنرويج - أن روسيا يمكنها غزو أوكرانيا، إلا أن هذه الدول تجهل التوقيت، ولا تجزم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حسم قراره، وربما سيقبل نوعا من التسوية الديبلوماسية التي يمكن أن تجنبه غزو أوكرانيا. ويمكن تلخيص أهم تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» (C.I.A) حول أوكرانيا على النحو التالي:
- تأكيد حشد موسكو 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا، وهو ما يمكنها من شن هجوم كاسح في «اي وقت».
- تأكيد الاستخبارات الأميركية عدم اتخاذ الرئيس الروسي قرارا نهائيا بغزو أوكرانيا، إذ إنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة متاحة أمامه، من الغزو الجزئي لإقليم دونباس الانفصالي في شرق أوكرانيا إلى الغزو الكامل.
- تحذر الاستخبارات الأميركية من أنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي إرسال تعزيزاته حول أوكرانيا، فإنه ستكون لدى بوتين قوات كافية (150 ألف جندي) في منتصف فبراير الجاري لتنفيذ غزو واسع النطاق.
- إذا اختار الرئيس بوتين الخيار الأكثر تشددا، فيمكنه تطويق العاصمة الأوكرانية كييف والإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.
- تظهر صور الأقمار الاصطناعية أن روسيا حشدت كل ما تحتاجه للقيام بغزو أوكرانيا في حال اتخاذ قرار بهذا الشأن، وأن مثل هذه الغزو سيكون أكبر عملية عسكرية في أوروبا منذ عام 1945.
- تقدر الاستخبارات كذلك أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظل احتمال تسببه في مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين 5 و25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 و10 آلاف جندي روسي، كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى 5 ملايين لاجئ أوكراني بشكل رئيسي إلى پولندا المجاورة.
- تقديرات بأن مجموعات الكتائب التكتيكية في منطقة الحدود بين روسيا وأوكرانيا ارتفعت من 60 إلى 83 مجموعة قتالية خلال الأيام الماضية، وأن هناك 14 مجموعة أخرى يجري نقلها حاليا.
- الغزو الروسي يمكن أن يبدأ عندما تصل الأرض إلى ذروة التجمد في حدود يوم 15 الجاري، وهو ما يسمح للوحدات العسكرية الروسية بعبور الطرق الوعرة بسهولة، وتستمر مثل هذه الظروف المناخية حتى نهاية مارس المقبل.