أثرت ظروف الشتاء «القاسية» في سورية على أكثر من 250 ألف شخص في مئات المواقع في محافظتي حلب وإدلب شمال غرب البلاد.
وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن ظروف الشتاء القاسية، بما في ذلك العواصف والرياح القوية ودرجات الحرارة المتجمدة، تسببت في صعوبات إضافية لنحو ربع مليون شخص في أكثر من 120 موقعا في محافظة حلب و170 موقعا في محافظة إدلب.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تدمرت أو لحقت الأضرار بنحو عشرة آلاف خيمة بسبب طقس الشتاء القاسي، مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية تظل مستمرة.
وذكرت المفوضية أنه نظرا لأن الطقس الشتوي القاسي أمر معتاد، فإن جميع المجموعات التي تقودها مفوضية اللاجئين بشكل مشترك (وهي مجموعات الحماية، تنسيق وإدارة المخيمات، ودعم المأوى والمواد غير الإغاثية)، بالإضافة إلى المجموعات الأخرى، قد وضعت بالفعل خططاً للاستجابة لفصل الشتاء، لتخفيف الآثار.
وتنسق المجموعات الثلاث للاستجابة بسرعة للاحتياجات الملحة للسكان المتضررين، خاصة أن الوقاية من الفيضانات أصبحت تشكل مصدر قلق ناشئ، حيث بدأت الثلوج المتراكمة في الذوبان.
وأكدت المفوضية أن المساعدة النقدية ووسائل التدفئة وحصص الطعام، وإصلاح الخيام المتضررة، واستبدال الخيام المدمرة، كلها تظل من الاحتياجات ذات الأولوية.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يتم استهداف نحو 20 ألف أسرة (100 ألف فرد) للمساعدة الإنسانية وتقديم المأوى والمواد غير الغذائية، بما في ذلك إصلاح الخيام واستبدالها، على الرغم من أن الظروف الجوية والموارد المحدودة تستمر في التأثير على قدرة الشركاء على تلبية احتياجات الحماية.
ويتم دعم نحو نصف السكان المستهدفين بمساعدات نقدية لاحتياجات الشتاء تصل إلى 150 دولارا لكل أسرة.
وفي وقت سابق، أفادت الأمم المتحدة بوفاة رضيعتين في مخيمات النزوح بإدلب إحداهما عمرها أسبوع واحد، والثانية تبلغ من العمر شهرين، بسبب تعرضهما للبرد.
ويعيش أغلب النازحين في مخيمات لا تتوافر فيها متطلبات التدفئة، إضافة إلى قدم الخيم وتلف الكثير منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة، ما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد، وظهور أعراض صدرية وجلدية عليهم.
وإلى جانب ذلك، تزداد المخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة انخفاض الحرارة، وفي مقدمتهم الأطفال، بحسب بيان لفريق «منسقو استجابة سورية».
وتعتبر 85% من مخيمات الشمال السوري أقدم من عمرها المتوقع وأكثر عرضة للتلف، وأقل مقاومة للظروف الجوية، بحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).