قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغه ان خطر تفشي متحور «أوميكرون» لايزال مرتفعا في شرق أوروبا.
وأوضح كلوغه أن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» قد زادت بما يفوق الضعف في أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا وجورجيا وروسيا وأوكرانيا، وذلك حسبما أوردت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية الناطقة بالإنجليزية.
كما حثت المنظمة السلطات في تلك البلدان على تحسين برامج التلقيح وغيرها من الإجراءات الهادفة إلى التعامل مع هذا الارتفاع الكبير في الإصابات.
في الغضون، توصل فريق بحثي من «معهد سكريبس للأبحاث» بأميركا إلى موقع ضعيف يوجد في البروتين الفيروسي الرئيسي لفيروس كورونا، وهو بروتين الأشواك أو ما يعرف بـ«بروتين سبايك» spike، الذي يمنح الفيروس شكله التاجي الشهير.
وكشف الباحثون في دراسة نشرت مؤخرا بدورية «ياسنس ترانسليشن ميدسين» Science Translation Medicine، أن استهداف هذا الموقع يمكن أن يساعد في تصميم لقاحات واسعة المفعول وعلاجات بالأجسام المضادة قادرة على وقف أوبئة فيروس كورونا في المستقبل.
وكان العلماء قد عزلوا سابقا جسما مضادا من أحد الناجين من كوفيد-19، ووجدوا أن هذا الجسم المضاد يمكنه تحييد ليس فقط فيروس كورونا المستجد، ولكن أيضا العديد من أفراد عائلة فيروسات كورونا المعروفة باسم فيروسات «بيتا»، بحسب ما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.
وفي العمل الجديد، قام العلماء بتعيين النطاق الذري للموقع، الذي يرتبط به الجسم المضاد على بروتين «سبايك»، الخاص بفيروس كورونا المستجد، وأظهروا أن نفس النطاق موجود في فيروسات عائلة كورونا المعروفة الأخرى، وأثبتوا باستخدام نماذج حيوانية أن الجسم المضاد يحمي من فيروسات هذه العائلة.
ويقول رايس أندرابي، من قسم علم المناعة والأحياء الدقيقة في «معهد سكريبس للأبحاث»، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد: «نأمل أن يساعدنا تحديد هذا النطاق الذري في تطوير لقاحات وعلاجات بالأجسام المضادة تعمل ضد جميع فيروسات عائلة بيتا التاجية، بما في ذلك فيروسات كورونا التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر في المستقبل».
ويعتقد الباحثون على نطاق واسع أن أوبئة فيروس كورونا المستقبلية التي تنتقل من حيوان إلى إنسان أمر لا مفر منه.
وفي الدراسة الجديدة، استخدم الفريق علم البلورات بالأشعة السينية وتقنيات أخرى لرسم خريطة دقيقة لموقع ارتباط الجسم المضاد على بروتين «سبايك»، وأظهروا أن نفس الموقع موجود في معظم فيروسات «بيتا» التاجية الأخرى، ما يساعد على تفسير التأثير الواسع للجسم المضاد على هذه الفيروسات.
وأوضح دينيس بيرتون، الباحث الرئيسي في هذه الدراسة: «يقع الموقع على جذع بروتين سبايك الفيروسي، وهو جزء من الآلية التي يستخدمها الفيروس للاندماج مع أغشية الخلايا في مضيفه البشري أو الحيواني بعد أن يرتبط الفيروس في البداية بمستقبل على سطح الخلية، ويسمح الاندماج للمادة الوراثية الفيروسية بالدخول والاستيلاء على الخلايا المضيفة، ويوضح الدور الحاسم لهذه الآلية سبب وجود الموقع باستمرار عبر فيروسات بيتا التاجية».
وعلى النقيض من ذلك، يتحور موقع ارتباط المستقبلات في الجزء العلوي من البروتين الشائك الفيروسي بسرعة نسبيا، وبالتالي يميل إلى التباين بشكل كبير من فيروس «بيتا» إلى آخر، ما يجعله هدفا ضعيفا للقاحات فيروس «بيتا» أو علاجات الأجسام المضادة.
ويتابع الباحثون الآن الجهود للعثور على أجسام مضادة أخرى، وربما أكثر فاعلية على نطاق واسع، في بحثهم عن الأجسام المضادة واللقاحات المثلى ضد فيروسات