اتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا بتعزيز حشدها العسكري الضخم على حدود أوكرانيا بالمزيد من القوات، في حين تقول موسكو إنها تسحب قوات ومستعدة لحوار ديبلوماسي، بينما جددت التحذير من أن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا مازال «حقيقيا».
وقال أمين عام «الناتو» ينس ستولتنبرغ ان الحلف «غير مقتنع» بأن التهديد الروسي قد تراجع.
وأضاف أن روسيا دأبت على تحريك قواتها وهذا لا يعني أنه كان هناك انسحاب كامل، مشيرا إلى أن عدد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية في ازدياد مستمر ويمكن شن غزو كامل دون سابق إنذار.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن حلف الناتو لايزال على استعداد للمناقشة وإيجاد حل ديبلوماسي، إلا أنه أيضا على استعداد للأسوأ.. مشيرا إلى أن الرسائل الأخيرة حول الديبلوماسية من روسيا تعطينا بعض الأسباب لتفاؤل حذر، إلا أنه يظل أن نرى ما إذا كانت موسكو ستسحب جيشها.
وفي سياق متصل، أكد مسؤول مخابراتي غربي بارز أن التدريبات العسكرية الروسية بلغت ذروتها، وان خطر شن هجوم على أوكرانيا سيظل مرتفعا حتى نهاية فبراير الجاري.
وأضاف المسؤول الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن أجهزة المخابرات الغربية خلصت إلى أن ذروة خطر اندلاع صراع أو وقوع حادث عسكري غير مقصود هي الفترة الحالية.
وتابع قائلا «نحن في خضم هذه الفترة الآن. أتوقع أن تكون الأوضاع محيرة وغامضة بالفعل خلال الأسبوعين المقبلين».
وقال المسؤول ذاته إن المخابرات الغربية أشارت أيضا إلى قدرة روسيا على إبقاء القوات الحالية في مكانها لعدة أشهر أخرى إذا رغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك.
جاء ذلك بعدما نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعا مصورا، قالت إن دبابات ومركبات مشاة قتالية ووحدات مدفعية ذاتية الدفع تظهر فيه وهي تغادر شبه جزيرة القرم التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من أوكرانيا في 2014.
وتعليقا على التصريحات الغربية المتوجسة، قال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف «إن حلف شمال الأطلسي لديه مشاكل وخلل في تقييم الوضع بوعي»، مشيرا إلى أن الحلف يرى فقط زيادة القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وأضاف: «لابد من وجود عائق لدى الحلف، وعلى الأرجح أن هذا العائق مرتبط بنظام تقييم الوضع لدى حلف شمال الأطلسي، وهذا بالتأكيد يمنعه من تقييم الوضع بوعي».
من جهة اخرى، قال دميتري بيسكوف إن مستوى التهديد بإمكانية شن هجوم أوكراني على دونباس مازال عاليا.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: «إن خطر اللجوء إلى حل مشكلة دونباس بالقوة من جانب كييف لا يتضاءل بلا لايزال الخطر عاليا».
وواصل حديثه قائلا: «يتم لفت الانتباه إلى حقيقة أن العملية العسكرية (من قبل كييف) ومحاولة استخدام القوة لحل مشكلة الجنوب الشرقي أمر محتمل تماما. الاحتمال مرتفع، إنه حقيقي.
ولسوء الحظ، شهدنا بالفعل حقيقة أن كييف بدأت عملية عسكرية في دونباس، أي بدأت حربا أهلية في بلدها. لذلك، شهدنا بالفعل سوابق لهذا الأمر».
في الغضون، أكدت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا استعدادها لفرض إجراءات سريعة وشديدة على روسيا ردا على أي عمل عسكري آخر ضد أوكرانيا.
جاء ذلك، حسب ما نشرته الخارجية الأميركية، في بيان عبر موقعها الالكتروني امس، خلال مكالمة هاتفية بين نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، والأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ديلاتر، ووزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية أندرياس ميكايليس، والأمين العام لوزارة الخارجية الإيطالية إيتوري سيكي، ووزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا الشمالية جيمس كليفرلي.
وناقش المسؤولون الأربعة، بحسب البيان، جهودهم الديبلوماسية المستمرة لحث روسيا على خفض التصعيد واختيار مسار الديبلوماسية.
وشددت شيرمان على أنّ الولايات المتحدة «مستمرّة في تقديم الدعم الدائم والثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها».
وفي السياق، اعتبرت بريطانيا واليابان أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيتسبب في «زعزعة اركان النظام العالمي» وستكون له عواقب «كارثية» مؤكدتين أنهما «لن تتسامحا مع أي عدوان روسي».
جاء ذلك خلال محادثات هاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الياباني فوميو كيشيدا وفق ما أفاد به بيان لرئاسة الوزراء البريطانية.
ونقل البيان عن الجانبين تشديدهما على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه «غزو يستهدف دولة مستقلة».
وأشار البيان إلى تقدم جونسون بشكره للحكومة اليابانية على استعدادها لتحويل جزء من مخزوناتها من الطاقة لاسيما الغاز الطبيعي إلى أوروبا في ظل الأزمة التي يمكن أن توثر على الإمدادات من روسيا.
كييف تتلقى ما «لم تكن حتى تحلم به»: 2000 طن من الأسلحة والذخيرة الغربية
كييف - وكالات: أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن كييف تلقت أكثر من ألفي طن من الأسلحة والذخيرة من شركائها الغربيين.
وقال الوزير ريزنيكوف خلال «ماراثون الوحدة» التلفزيوني امس: «أريد أن أشيــر إلى أننـــا نشعر كــل يوم بمزيد مـــن الدعم من شركائنا الأجانب. لقد تلقينا بالفعـــل أكثر مـــن 2000 طن من الأسلحة والذخيـــرة الحديثة».
وذكر ريزنيكوف أن كييف تلقت أنظمة صواريخ STINGER المحمولة المضادة للطائرات وأنظمة صواريخ Javelin وNLAW المضادة للدبابات و«وسائل أخرى لم نكن حتى نحلم بها من ذي قبل».
وأضاف أنه سيتم قريبا بناء مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة الهجومية التركية «بيرقــدار» في أوكرانيـــا، وقـــال: «سيكون هنـــاك مزيد من الدعم، لأننا في حوار مستمر معهـــم (الشركـــاء)».
وأكد ريزنيكوف أن تدريبات عسكرية تجري حاليا في جميع أنحاء أوكرانيا.