- العوضي وفريقه الاحترافي وراء نجاح الحفل.. وحماس الجمهور مع المطربين أنساهم برودة الطقس
ياسر العيلة
شاعر الحب والجمال الراحل نزار قباني كتب جملة جميلة تقول «ما أحلى الرجوع اليه» في أغنية «أيظن» للمطربة نجاة الصغير، هذه الجملة خطرت على بالي وأنا ادخل مركز جابر الثقافي، هذا الصرح الضخم الذي دبت فيه الروح من جديد بعد غياب اكثر من عامين بسبب جائحة كورونا كل شيء في المبنى يلمع وله بريق أخاذ، كل العاملين استقبلوا كل الحضور بابتسامة لم تفارقهم منذ دخولهم حتى خروجهم، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي للمراكز الثقافية المخرج وليد العوضي.
المسرح الخارجي
ولأول مرة منذ 5 سنوات يتم تفعيل الساحات الخارجية للمركز ومن هذه الساحات المسرح الخارجي «المسرح الروماني» الذي احتضن أولى الجلسات الغنائية التي يحضرها الجمهور بالمجان وسط أجواء احتفالية صاخبة ممزوجة بالفرح والسعادة بعودة الروح من جديد للحفلات الغنائية في الكويت بشكل عام ومركز جابر الثقافي بشكل خاص، وكانت البداية مع جلسة ضمت المطرب الكبير خالد الملا والمطرب سلطان المفتاح اللذين امتعا الحضور الغفير بأغان جميلة من عبق الماضي الجميل بالإضافة لأغان حديثة تفاعل معها الحضور الغفير الذي عاش 150 دقيقة من المتعة والمرح بمصاحبة فرقة «فيصل العسماوي».
كيف أسيبك
وفي بداية الحفل، قدم الفنان سلطان المفتاح في وصلته الغنائية مجموعة من الاغاني الجميلة التي يحفظها الحضور عن ظهر قلب وكانت البداية مع أغنية «كيف اسيبك» للمطرب عبد المجيد عبدالله اعقبها بأغنية «تفنن» للمطرب راشد الماجد ووضع من تفاعل الجمهور الكبير مع هاتين الأغنيتين والتي عكست مدى اشتياقهم لليالي السمر والطرب ليلعب المفتاح على هذا الوتر ويتفوق على نفسه فيقدم مجموعة من الأغاني التي لم تمنح الحضور الكبير فرصة لالتقاط الأنفاس منها أحلى الليالي ومرني للمطرب عبدالكريم عبدالقادر وندمان للمطرب نبيل شعيل ثم قدم مفتاح أغنيته الشهيرة «وينك يا قمر»، ثم اشعل الحفل بشكل كبير بتقديمه أغنية سلطان زماني ومن بعدها أغنية الحب أسرار لسلمان زيمان واختتم مفتاح فقرته بأغنية «يا ناس احبه» للمطرب علي عبدالستار، وعقب ذلك كان الحضور على موعد مع النجم الكبير خالد الملا، حيث قام المطرب سلطان مفتاح بتقديمه للجمهور وجلس بجوار «ابوحنان» حتى نهاية الحفل لتبدأ أولى فقرات وصلة الملا بتقديم ديو جمعه بسلطان المفتاح «يا منيتي» التي كانت الشرارة التي أشعلت حماس الحضور التي أنستهم برودة الطقس فتفاعلوا مع نجمهم الكبير خالد الملا الذي لم يبخل عليهم بكل ألوان الغناء من قصائد واغان شهيرة ليشدو بثاني اغانيه وهي «سمارة يا سمارة»، وهي أغنية عدنية من الفلكلور اليمني.
تفاعل كبير
واستغل الملا هـذا الحماس من الجمهور ليغني لهم «أنا بتبع قلبي» للمطرب عبدالله الرويشد التي تفاعل معها كل المتواجدين في المسرح أو خارجه، حيث حول الملا الحفل لجلسة سمر بعدها أغنية كامل وصوفه والكمال لله ومن بعدها تفوق الملا على نفسه من خلال أغنية «يا نسيم الصباح»، ثم غنى موال «الليلة عيدك يا بلادي» اعقبها بأغنية الزين بيّن في رسومه يا علي ومن بعدها قدم واحدة من اجمل الاغاني العدنية وهي «وسط صنعاء شفت ذيك الغزال» التي سلطنت الجمهور ليمنحهم الملا جرعة إضافية من السعادة من خلال مجموعة من الاغاني التي تم اختيارها بشكل دقيق، والمعروف عشق الجمهور لها بدأها بأغنية «ما معكم خبر زين»، ومن بعدها أغنية «يا لمحبين دلونا طريق السوي».
وبعدها أغنية «يا صاحبي» التي حركت المشاعر لدي الجميع وصفق بسببها الحضور للملا تصفيقا حارا ليختتم الملا والمفتاح هذه الوصلة الرائعة بميكس من الاغاني الوطنية المحببة للجميع مثل: عاشت لنا الكويت وأنا كويتي أنا، والتي ارتفعت معها أعلام الكويت عالية خفاقة وسط تصفيق وهتاف وسعادة غامرة بالاحتفال هذه الايام بالأعياد الوطنية ليسدل الستار على حفل رائع ونموذجي لم تشهده الكويت منذ سنوات، فالحفل بلا غلطة واحدة بداية من المسرح الرائع الذي لا نعرف لماذا لم يُفعّل منذ إنشاء مركز جابر الثقافي قبل خمسة أعوام، ويحسب للقائمين على المركز انهم أعادوا الحياة لهذا الصرح الرائع، ويجب ان نشيد بالتنظيم والانسيابية في دخول وخروج الجمهور الغفير بدون حدوث أي مشاكل، ويجب ألا نغفل الشكل الرائع الذي ظهر به المسرح من حيث الاضاءة والديكور والصوت، ليؤكد مركز جابر الثقافي انه في مكانة مختلفة عن الأماكن الاخرى بنكهته الخاصة وأجوائه التي لا تضاهيها أي أجواء في أماكن أخرى.