طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضمانات أمنية من روسيا كخطوة نحو إنهاء المواجهة بين البلدين، مجددا دعوته لنظيره الروسي «للجلوس على طاولة المفاوضات للحديث».
واعتبر زيلينسكي ان «مستقبل الأمن الأوروبي» يتقرر من خلال المواجهة بين بلاده وروسيا، وقال زيلينسكي خلال استقباله نظيريه الپولندي والليتواني أمس«نحن متحدون في فكرة أن مستقبل الأمن الأوروبي يتم تقريره الآن، هنا في وطننا، في أوكرانيا».
وفيما دعا مجلس الامن الاوكراني الى فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوما، فرضت القوات الحدودية الأوكرانية قيودا جديدة في ظل تزايد المخاوف من إمكانية أن يكون هناك غزو روسي وشيك. وتشمل القيود حظرا على الاقتراب من الحدود في الليل وذلك اعتبارا من امس، وذلك بعد ساعات من استدعاء كييف لقوات الاحتياط.
بالتوازي، أقر البرلمان الأوكراني قانونا يسمح للمواطنين المدنيين بحمل السلاح، بهدف الدفاع عن أنفسهم، تحسبا لغزو محتمل من جانب روسيا.
في الغضون، قال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو إن الولايات المتحدة مستعدة للرد عن طريق حجب التكنولوجيا والموارد عن موسكو إذا اقدمت على غزو اوكرانيا.
وقال أدييمو في مقابلة مع شبكة (سي.إن.بي.سي) «سنقطع عن بوتين التكنولوجيا الغربية، التي تعد في غاية الأهمية لتطوير الجيش، كما سنحرمه من الموارد المالية الغربية التي لا غنى عنها لاقتصاده وأيضا لثرائه».
وفي سياق متصل، طالب أعضاء في الكونغرس الرئيس جو بايدن بعدم إشراك قوات أميركية في الصراع بأوكرانيا قبل العودة إلى البرلمان.
وحث 43 عضوا من الديموقراطيين والجمهوريين ـ في رسالة إلى بايدن، حسبما أفادت قناة (الحرة) الأميركية امس على اتباع الدستور والقانون والحصول على إذن من الكونغرس قبل اتخاذ هذه الخطوة.
من جهتها، توعدت روسيا برد «قوي» و«مؤلم» على العقوبات الأميركية التي أعلنتها واشنطن بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقالت الخارجية الروسية «يجب ألا يكون هناك شك في أنه سيكون هناك رد قوي على العقوبات، ليس بالضرورة متناسبا، لكنه محسوب جيدا ومؤلم للجانب الأميركي».
وأجلت روسيا طاقمها الديبلوماسي من أوكرانيا وأكد الناطق باسم السفارة الروسية في كييف دينيس غولينكو ذلك، واصفا الاجراء بأنه «مؤقت».
الى ذلك، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية عن إحباطها هجوما على كنيسة في شبه جزيرة القرم خططت له جماعة أوكرانية يمينية متطرفة.
وأكدت الهيئة في بيان أنها اعتقلت ستة أشخاص يحملون الجنسية الروسية في القرم على خلفية هذه القضية، وهم يعدون من أنصار جماعة «القطاع الأيمن» الأوكرانية اليمينية المتطرفة المحظورة في روسيا.
وذكرت أن هؤلاء المعتقلين كانوا يخططون لتفجير عبوة ناسفة داخل إحدى الكنائس المسيحية الأرثوذكسية في القرم بهدف ترويع السكان.
عسكريا، قال آندريه تورتشاك العضو البارز في الحزب الحاكم في روسيا إن الجيش الروسي سيدخل منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا اعترفت موسكو باستقلالهما إذا طلب زعماء الانفصاليين ذلك.
بدروه، قال زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية الشعبية المعلنة من جانب واحد التي اعترفت بها روسيا إنه يفضل حل المسائل المتعلقة بترسيم الحدود مع كييف سلميا لكنه احتفظ بالحق في طلب المساعدة من موسكو. وذكر دينيس بوشلين انه يفضل الحوار مع أوكرانيا في المقام الأول، لكنه قال في مؤتمر صحافي إن الوضع في الصراع المستمر منذ فترة طويلة أصبح حرجا، مؤكدا أن الانفصاليين سينتصرون بدعم من «روسيا الكبيرة».