بيروت - بولين فاضل
لم يسبق للفنان وائل جسار أن غنى كلاما من نوع «عيان متدهورة حالتي بتلات أمراض عاطفية».. فالكلام جديد على أرشيفه الغنائي ويبرره حرصه على التنويع وعدم التقوقع، لكن مع عدم خروج عن هويته وسربه الخاص. يقول وائل في هذا الصدد: «أنا مع التنويع شرط ألا يأتي على حساب إحساسي وقناعاتي، من هذا المنطلق أنا لا أتبع موجة بل أريد من الغير أن يتبعني، فأنا بكل تواضع لي ثقلي الفني وأعمالي الراسخة الكفيلة بجذب الناس الى تردادها».
ويؤكد صاحب أغنيات «ومشيت خلاص» و«غريبة الناس» و«خليني ذكرى» و«أنا بنسحب» أنه يعاني اليوم من صعوبة العثور على أغنيات ترضيه بالدرجة الأولى قبل أن ترضي الجمهور، فهو في النهاية يغني إحساسه ومشاعره وإن لم يكن صادقا فيها، مستحيل أن يصل الى الناس ويلامس أحاسيسهم، كما يقول. وعن غنائه الى جانب كل من عمر كمال وحسن شاكوش اللذين منعا من الغناء في قرار صادر عن نقيب الموسيقيين في مصر هاني شاكر، أوضح أن ما قدمه معهما كان في إطار وطني من أجل مصر التي يكن لها محبة خاصة ولهذا السبب لبى الدعوة، مشيرا إلى أن عمر وحسن صديقان له وهو يحترمهما ويحترم فكرة أنهما حققا نجاحا كبيرا في زمن قصير ولهما جمهورهما. وعما إذا كان يشاطر ما قاله أخيرا الملحن سمير صفير من أنه لو كان مكان جورج وسوف لاعتزل حفاظا على صورته، أكد وائل أن الوسوف تاريخ فني مشرف وحالة لا تتكرر وإذا كان دعاه قبل سنوات الى الاستراحة فحرصا فقط على صحته، لكنه مقتنع اليوم أنه لايزال سلطان الطرب الذي نتعلم منه الكثير الكثير. وائل ذكر أن الجدل الذي أثاره كلامه في الماضي كان غيمة صيف ومرت، وقد التقى قبل مدة الوسوف على هامش حفلة مشتركة في الرياض فتعانقا وتحدثا وكان رأي جميل من سلطان الطرب عن مدى تقديره لصوته وأعماله.
وفي نظرة إلى الواقع الفني، لا يحمل وائل جسار مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية الترويج للفن الرديء بقدر ما يحمل البعض مسؤولية التصفيق لهذا الفن والمساهمة في انتشاره مبديا أسفه لبلوغ واقع فني يرثى له. وعن عدم حضوره الناشط على السوشيل ميديا أسوة بكثيرين، يعترف بأنها باتت ضرورة لكنه ليس من النوع الذي يشرع أبواب حياته العائلية أمام المتابعين، ولا يميل الى مشاركتهم تفاصيل يومياته وماذا أكل وشرب وأين ذهب وبالتالي ليست السوشيال ميديا «شغلته وعملته»، بحسب قوله. وعن تعبيره باستمرار عن مدى حبه لزوجته عبر نشر بعض الصور معها، يقول وائل إن زوجته دعمته في بداياته ووقفت الى جانبه وكان وجهها خيرا عليه، مؤكدا أنهما ليسا زوجين فحسب وإنما صديقين، وحين يكون الواقع كذلك يستمر الحب ويصمد بعد سنوات طويلة على الزواج.