تستعد الفرقاطة الرومانية «ريغيلي فردينان» للإبحار من مرفأ كونستانتسا العسكري وسط تصاعد التوتر في البحر الأسود نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا والتهديدات بهيمنة روسية متزايدة. وبحسب بيانات «مارين ترافيك»، الموقع المتخصص في تعقب حركة السفن، فإن قسما من البحر الأسود مقابلا لسواحل أوكرانيا (إلى شمال خط ممتد بين سولينا في رومانيا ويفراتوريا في القرم) لا يحتوي عمليا على أي سفن شغلت نظامها الآلي لتحديد الهوية.
وقد تترتب عن الحرب في أوكرانيا عواقب كبرى على التوازنات الأمنية في البحر الأسود، ولاسيما إذا احتل الروس ما تبقى من سواحل أوكرانيا وصولا إلى دلتا الدانوب، ما سيضعهم على تماس مباشر مع رومانيا، الدولة العضو في الحلف الأطلسي.
وتنطوي الأحداث الجارية حاليا على رهانات جسيمة. وقال المدير العام لمركز الإستراتيجية الجديدة للدراسات الروماني جورج سكوتارو «نتوقع هجوما قريبا على أوديسا».
ورأى ايغور دولانوي مساعد مدير المرصد الفرنسي الروسي المتخصص في البحرية الروسية أنه «إذا استولوا على أوديسا قد يذهبون حتى مولدافيا، قد يرسمون هلالا ويسيطرون تماما على السواحل الأوكرانية».
وقال الكولونيل بافيل إنه مع قيام حدود مشتركة على امتداد 110 كلم على طول نهر الدانوب، فإن «هذه الـ110 كلم في غاية الأهمية» إذ تبقي رومانيا فيها على «أسطول نهري قوي يتولى مراقبة الوضع». وما يزيد من أهمية هذا الوضع أن الدانوب يعتبر معبرا تجاريا هاما، إذ تربط شبكة من الأنهر والقنوات مدينة كونستانتسا بروتردام.
وأخيرا، سيسمح ذلك للروس بالالتحام بقواتهم المتمركزة في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو في مولدافيا، ما سيشكل ضغطا على هذا البلد.