أدى جموع المصلين في المسجد الحرام بمكة المكرمة الصلوات الخمس أمس دون تباعد جسدي، وذلك بعد قرار وزارة الداخلية السعودية برفع الإجراءات الاحترازية وإيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي والجوامع والمساجد، مع الاستمرار بالإلزام بلبس الكمامة فيها، فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية إلغاء تصريح الصلاة في الحرم المكي أسوة بالمسجد النبوي الشريف.
وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون الحرمين المكي والنبوي هاني بن حسني حيدر في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس: «إنه تماشيا مع تصريح وزارة الداخلية بإيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي مع الاستمرار بالإلزام بلبس الكمامة فيهما، بأن تطبيقه بدءا من أمس.
وأكد المتحدث الرسمي أن هذا القرار يأتي نتيجة جهود حثيثة من مختلف القطاعات ذات العلاقة التي أثبتت نجاحها في مواجهة جائحة كورونا، من خلال الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، مبينا ضرورة التزام قاصدي الحرمين الشريفين بارتداء الكمامات طوال فترة تواجدهم، والتعاون مع العاملين في المسجد الحرام والمسجد النبوي الذين يحرصون على صحتهم وسلامتهم ويعملون على تسهيل أدائهم المناسك والعبادات.
وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإزالة ملصقات التباعد الجسدي داخل المسجد الحرام التي اعتمدتها الرئاسة مع بداية جائحة فيروس كورونا، وذلك بعد قرار رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الجائحة وإيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والجوامع والمساجد، مع الاستمرار بالإلزام بلبس الكمامات.
وأسهمت الملصقات بشكل كبير في إنجاح عمليات إدارة التفويج والحشود داخل المسجد الحرام، وذلك من خلال الممرات ومسارات المطاف والسعي والمصليات وغيرها من الأمور التي استحدثتها الرئاسة للحفاظ على سلامة قاصدي ومرتادي البيت الحرام.
من جهة أخرى، أوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان أوردته وكالة «واس» أنه بناء على ما رفعته الجهات المختصة ونظرا للتقدم في تحصين المجتمع والنزول في عدد الحالات، تقرر إلغاء إصدار تصاريح الصلاة في المسجد الحرام، أسوة بما يتم العمل به في المسجد النبوي الشريف، وكذلك إلغاء تصاريح زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكدت الوزارة في بيان أنه ستستمر التصاريح لأداء مناسك العمرة، والصلاة في الروضة الشريفة لضمان الانسيابية وتخفيف الازدحام.
هذا، وأشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بقرار رفع الإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين.
وأثنى د.السديس على جهود القيادة الرشيدة في التصدي لجائحة كورونا، منوها بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة منذ رصد انتشار الجائحة عالميا، ودورها في مواجهة الجائحة على المستوى المحلي ومساندة الجهود الدولية في التصدي لها وتقييمها المستمر للإجراءات بما يضمن سلامة المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزوار عبر تهيئة البيئة الصحية الآمنة مع مراعاة لكافة متطلبات مكافحة العدوى.
وأكد أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا فضل الله - عز وجل - ثم الإمكانات التي وفرتها القيادة الرشيدة بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإخلاص وتفاني كافة العاملين والعاملات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذين قدموا نموذجا مشرفا في تنظيم الإجراءات الاحترازية التي استحدثت لسلامة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، داعيا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد خير الجزاء على جهودهما الجليلة، مثنيا على الكفاءات العاملة بوزارة الصحة ووزارة الداخلية ودورهم في التميز العالمي للمملكة في إدارة الأزمة، والنهج التكاملي بين الجهتين الذي أسهم بدوره في احتواء الفيروس والوقاية من تبعاته ضمن نهج وطني متكامل يتواءم مع أحدث الإجراءات المتبعة عالميا، داعيا قاصدي الحرمين الشريفين لمزيد من التعاون والوعي لتجاوز الجائحة بشكل نهائي.
ووفقا لوكالة «واس»، أن المسجد الحرام يوفر بيئة صحية وآمنة، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتنقية هواء التكييف داخل المسجد الحرام 9 مرات يوميا، وتعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية قبل إخراجه إلى أرجاء البيت العتيق، من خلال أجهزة تكييف خاصة، كما تتم عملية تنقية الهواء بنسبة 100%، من خلال عدة مراحل، منها سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام بواسطة مراوح السحب، حيث يوجه الهواء للفلاتر التي يتم تنظيفها يوميا ثم يصل إلى وحدات التبريد وهي عبارة عن مرحلة تبريد أولية بعملية التبادل الحراري فيها، التي تستخدم الماء للتبريد من خلال مضخات للماء تصل إلى المسجد الحرام من منطقتي الشامية وأجياد، وتكون تنقية الهواء قبل دخوله لعملية التبريد من خلال 3 فلاتر أخرى.
كما يواصل أكثر من 4 آلاف عامل وعاملة القيام بأعمال تطهير المسجد الحرام وسطحه وساحاته ومرافقه وتهيئته للزوار والمصلين، حيث يتم غسله 10 مرات يوميا باستخدام أحدث الآليات التي وفرتها القيادة الرشيدة - حفظها الله - لضمان صحة وسلامة القاصدين عند أداء النسك والعبادات.