مفرح الشمري
بحضور قارب على الألف من عشاق الطرب والأغاني التراثية والشعبية والوطنية، صدحت سماء الكويت ليل الإثنين بأمسية تراثية عريقة أحيتها الفنانة المبدعة سماح خالد والفنان الشعبي المتألق فيصل السعد، وسط أجواء من الفرح والتصفيق من جمهور عاشق لهذه القوالب الموسيقية.
أمسية موسيقية أرادتها «أكاديمية لوياك للفنون ـ لابا»، محطة أولى ضمن سلسلة «أمسيات تراثية» تحتفي عبرها بالفنون التراثية المحلية والعربية، وانطلاقة متألقة للموسم الثقافي والفني، بعد غياب قسري فرضته جائحة كوفيد ـ 19 على مدى عامين متتاليين، وذلك بالتعاون مع حديقة الشهيد، بما تمثله من تناغم يجمع بين تاريخ الكويت وغناها الثقافي والحضاري.
منذ ساعات المساء الأولى، غص المسرح الخارجي للحديقة بمحبي التراث والفلكلور الكويتي، فكان أن خفقت قلوبهم بعبق الماضي وأصالته، على وقع عزف موسيقي وأغان وألحان وكلمات جسدت ذلك الزمن الجميل.
بخامة صوتها المتميزة، افتتحت الأمسية الفنانة سماح خالد، مخصصة الجمهور بباقة من الأغاني المعروفة، حيث غنت «يا حسين»، «غالي غالي»، «أسمر حلو»، «هلا باللي لفاني»، مرورا ب«واقف على بابكم» و«سلمولي» و«الأسمرانية»، و«أحطك في قلبي»، إلى أغنية «تذكرت من عيني» و«شكواي» و«يا ناس دلوني» و«يا عيني يالالي». سماح التي أبدعت كذلك في الأغاني الوطنية، اختارت أغنية «يا بحور ديرتنا» للفنانة الكويتية القديرة سناء الخراز.
وعلى نغم آلة العود، تألق الفنان الشعبي فيصل السعد بأداء مجموعة من الأغاني المحببة لدى الجمهور الكويتي، بينها «يا نواخذ»، «الله أكبر يا حمام»، «بلوتي بلوه»، «البوشية»، «بالله يا خلي»، إلى مزيد من أغاني الحب والرومانسية، فمن «سبب قلبي» و«ابشري يا عين» و«ألا يا أهل الهوى» و«مفتون قلبي» و«أنا يا خلي ما قصرت»، إلى أغنية «أبوعيون فتانة» و«ما نسيناه» و«الله أمر أعشق».
مسك الختام، كان بغناء مشترك «دويتو» جمع سماح خالد مع فيصل السعد، في أغنية «بلادكم حلوة بس الوطن ماله مثيل»، على وقع تفاعل الحاضرين الذين رددوا كلمات الأغنية بحماس وشغف.
التراث هويتنا
«اشتقنا للمسرح الجميل، اشتقنا للغناء والأغاني، لفرح الناس، لجمهورنا، اشتقنا لرؤية عيوننا في فرحة الجمهور وفرحته في عيوننا»، بهذه الكلمات عبرت سماح خالد في حديثها لأكاديمية «لابا»، عن مدى سعادتها بـ «عودة الحياة الطبيعية والاحتفالات والتواصل مع الناس والجمهور. إنها فرصة حقيقية قدمتها لنا «لابا» وحديقة الشهيد، بعد تداعيات جائحة كورونا التي لم تستثن أحدا».
سماح التي جددت تمسكها بمتابعة مسيرة كبار الفنانين المعروفين في التراث السامري، قالت: «هذه هويتنا، هذه هويتي وهوية أي كويتي يحب الكويت، وهو فن عريق وكبير نفتخر به، وأفتخر أنني أغني هذا الفن الذي يمثلني ويمثل أهل الكويت وبعض المقيمين الذين يعشقونه، وقد بدأنا نلحظ اليوم عودة الشباب لهذا الفن التراثي». وكشفت الفنانة المعروفة بصوتها الرائع، عن عمل غنائي جديد باللهجة العراقية من كلمات الشاعر صباح المالكي وألحان بنت الكويت.
من جهته، أبدى السعد إعجابه بالأمسية «التي أحيت فينا النشاط بعد غياب الحفلات والتسجيلات على مدى عامين متواصلين. فالليلة تعتبر فاتحة خير لنا، وجدا سعيد بهذه المناسبة وبالتنظيم الجميل وبإتاحة الفرصة مجددا للوقوف أمام جمهور غفير فاجأني بعدده وبحجم الاتصالات التي تلقيتها قبل الأمسية».
وإذ لفت في تصريحه لأكاديمية «لابا»، إلى أنه يسجل حاليا ألبوم شعبيات مبسطة بطريقته الخاصة، قال: «كل التراث جميل، وأنا أعشق كل شيء قديم سمعته منذ الصغر».
هذا، وواصلت أكاديمية «لابا» أمسياتها التراثية في حديقة الشهيد يوم الأربعاء، حيث أحيا الفنان العريق سلمان العماري برفقة الفرقة اليمنية أمسية الفن الحضرمي والعدنيات الشهيرة.