لقد أحاطت العناية الإلهية المرأة بكافة التشريعات المنظمة لعملها ودخولها في سوق العمل، ومنها تنظيم نوعية العمل الذي يدخل به النساء، وحثها على الدخول في المهام اليسيرة والتي تناسب طبيعتها البيولوجية كالتدريس والتعليم والخياطة وتعليم الحرف اليدوية للنساء والأعمال التي لا تثقل عليها في طبيعتها وتشعرها بتحول العمل إلى عبء بدل من مصدر رزق.
كما حمى الشرع المرأة في بيئة العمل عبر منع الاختلاط، وفي ذلك راحة وخصوصية، فأصبحت مكاتب النساء في مقرات عملهن كبيوتهن الثانية، ويحتاجن بها ذلك الإطار الذين يتمسكن به لممارسة عملهن بأريحية دون الشعور بالمراقبة أو المضايقة أو ترصد أعين الرجال حولهن.
فجدير بالذكر هنا أن النساء العاملات يقضين من 5 إلى 8 ساعات يوميا في مقر العمل بين إنجاز المهام المطلوبة منهن ومتابعة صحتهن والحرص على راحتهن الجسدية والنفسية.
ولذلك علينا توعية أخواتنا المواطنات حول طبيعة بيئة العمل المريحة التي تمثل الراحة الفعلية للمرأة فالبعض يروج لفكرة الاختلاط في مقر العمل أو تشغيل المرأة في الوظائف الليلية والتي تطرق لها قانون العمل تحت ضوابط وشروط معينة والتي لا نحبذ عمل المرأة بها، وذلك لطبيعة المجتمع التحفظية والتي تتطلب من المرأة تواجدها في المنزل في ساعات مبكرة من المساء.
بقي القول إن الوظائف الموجودة في النظام الحكومي للنساء مناسبة جدا ومتوائمة مع طبيعة مجتمعنا التحفظية سواء في الأقسام الإدارية أو تلك التدريسية ووظائف الأخصائيات الاجتماعيات وعلم النفس، فهي أدوار مهمة وحيوية والمرأة أدرى بها، وذلك لطبيعتها الحساسة والعاطفية التي حباها الله بها، والتي من خلالها بإمكانها الشعور بمن يحتاج استشارة نفسية واستيعاب مشكلاته النفسية، وبالتالي هي الأكثر دراية والأدق في تقديم المشورة والنصيحة.
ومن هذا المنطلق ندعو وزارة الإعلام ممثلة بجهات الإعلام الرسمية إلى التوعية والتثقيف حول ماهية بيئة العمل الصحية والبناءة للنساء في ضوء التشريعات الإسلامية والمنظور الديني الذي يحافظ على كيان المرأة وعفتها.
فالتربية والسلوك الأخلاقي أهم المرتكزات الأساسية في الاستثمار البشري وأساس التنمية الشاملة في أي مجتمع للنساء والرجال كافة وهذا هو الأهم.