قال باحثون في التراث الكويتي إن «يوم قريش» يعد موروثا شعبيا وجزءا من العادات والتقاليد في الكويت يقام في آخر أيام شهر شعبان احتفاء واستعدادا لبدء صيام شهر رمضان المبارك، حيث يتناول خلاله أفراد العائلة بطريقة رمزية آخر وجبة قبل بداية شهر الصوم.
جاء ذلك في ندوة «يوم القريش» التي أقيمت ضمن فعاليات الاحتفال الذي نظمه معهد المرأة للتنمية والسلام في ساحة السلام بمنطقة مشرف بحضور عدد من السفراء والديبلوماسيين ومشاركة مؤسسات وأفراد في المعرض المقام على هامش الاحتفال.
وكلمة «قريش» تعني باللغة العربية السخاء فـ «يقرقش الإنسان أي يسمع صوت النقود في جيبه»، كما يقال إنها تدل على «صغر الوجبة أو قيمتها المادية»، ومن هنا جاءت التسمية حيث كانت كل أسرة تجود أو «تقرقش» بما لديها من طعام وشراب.
في هذا الصدد، قالت الإعلامية أمل عبدالله خلال الاحتفال إن «يوم قريش» فكرة شعبية وجدت منذ القدم لإظهار التكافل ودعم الأسر الفقيرة.
وأضافت عبدالله أن الهدف منها هو «استهلاك فائض الطعام في البيت أواخر شهر شعبان لاستقبال مشتريات شهر رمضان»، مبينة أنها كانت تقام في أوقات الصباح والظهر حيث تجتمع الأسر والأقارب لتناول فائض الطعام.
من جانبه، قال الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح خلال الاحتفال ان «يوم قريش» احتفالية قديمة تجتمع فيها الأسر التي تأتي كل منها بفائض الطعام لديها خوفا من فساده لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود أجهزة حفظ الطعام حينئذ.
وأضاف المسباح أن «يوم قريش عادة ما يكون في منزل كبير العائلة وكانوا يقولون: اليوم اقريش.. وباجر نطوي الكريش»، لافتا إلى أنه من العادات والتقاليد المستمرة لتعليم الأبناء حفظ النعمة بدلا من إتلافها والتخلص منها.
بدوره، قال رئيس مركز التوثيق الإنساني (فنار) د.خالد الشطي في كلمة مماثلة إن أهل الكويت اعتادوا إحياء مثل هذه العادة منذ القدم انطلاقا من ثقافة التراحم والتكافل المتأصلة مجتمعيا.
وأشار الشطي إلى أنه بحلول الـ 15 من شهر شعبان تجتمع النساء مع الأطفال في البيوت للسهر حتى ساعات الصباح والرجال يتبرعون بالأموال لمساعدة الأسر المحتاجة، حيث يبدأ تجهيز الطعام لشهر رمضان وتحديدا دق الهريس (أكلة شعبية تجمع بين المالح والحلو وهي حبوب من القمح تطبخ مع اللحم وتهرس جيدا بالمضرب اليدوي).