شهر رمضان فرصة كبيرة ومجال خصب لحفظ اللسان وتدريبه على ذلك، وكلنا يحفظ حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جُنَّة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين»، فليكن هذا شعارنا «إني صائم» حتى يعتاد اللسان وتكون العفة، ولا يخفى على أحد أن الصمت خير من الكلام السيئ. فالصيام مدرسة للتدريب على الأخلاق الحميدة والسلوكيات الراقية في مختلف جوانب الحياة. فعلى المسلم أن يحفظ لسانه عن الكذب والنميمة والغيبة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان. وقال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقال جابر رضي الله عنه: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: إذا صمت فتحفظ ما استطعت، فإن أكثر ما يدخل النار حصائد اللسان.