لوسائل الإعلام دور مهم في خدمة قضايانا التي نعيشها ومشاكلنا التي نعاني منها، نظرا لأثرها القوي خاصة إذا كان الإعلام ملتزما بالسلوك الأخلاقي.
والمسؤولية الأخلاقية يعرف من خلالها الإعلامي حقوقه وواجباته، كما أنه يعرف تماماً المباح وغير المناسب للنشر، وبالتالي يكون حريصا على الالتزام بأخلاقيات المهنة.
ولا شك أن حرية الصحافة والإعلام لا تعني حرية الصحافي أو الإعلامي أو المسؤول في نشر أو عدم نشر ما يريد من دون ضوابط قانونية وأخلاقية، فالصحافة كسلطة رابعة (watchdog) يجب أن يكون هدفها الأسمى كشف الحقيقة ونشرها.
قد يكون النقد لاذعا والهجوم شديدا على واقع مؤسسة ما من مؤسسات الدولة، ويكون نقدا مؤلما وجارحا على الأمانة الوظيفية.
يستاء بعض المسؤولين حينما تنتقد وسائل الإعلام الجهة المعنية لهم. ورغم ذلك نجدهم يشيدون ويؤيدون ويمدحون النقد الصحافي طالما أنه لا يمس عملهم أو مؤسستهم. والمشكلة أن بعض المسؤولين أصبح يفكر في كيفية الاستفادة من تلك الوسائل الإعلامية التي تخدم مصالحه وأهدافه من أجل إشباع ذاته التي يعيش عليها.
أرى أن بعض المشاكل التي تطرح عن المؤسسات والوزارات في وسائل الإعلام قد تؤدي تشويه سمعة أسلوب العمل في تلك المؤسسات لكن النتيجة المأمولة من وراء هذا الطرح هو تحقيق الإصلاحات العامة وليس المصالح الشخصية.
والشيء الغريب في الأمر أن كثيرا من الموظفين يعلمون تماماً بتواضع وفشل الكثير من الأعمال التي يقوم بها مسؤول مؤسستهم ويؤكدون ذلك ومنهم من يقومون بنشر أخبار عن التجاوزات الحاصلة في المؤسسة.
الديموقراطية بمعناها الواسع تعني مشاركة الشعب في اتخاذ القرار السياسي ومراقبة تنفيذه والمحاسبة على أدائه وأفعاله.
يجب على المسؤول أن يرد رداً هادئاً ومتوازناً، ولو كانت هناك أخطاء يجب عليه توضيحها على مبدأ الشفافية للناس ووضع استراتيجية من أجل تحسين الصورة عندما تتأزم، لأن المجتمع المحيط الآن تساوره شكوك بشأن تصرفات المؤسسة وقيادييها، وبالتالي يجب ذكر الخلل بوضوح وصراحة مع ذكر خطة لتصحيح الموقف مع وضع دعوة لعقد مؤتمر صحافي مفتوح للنقاش عن الموضوع.
وأما إذا لم يكن كذلك فلكم أن تتخيلوا ما يقال في هذا المقام وما قد يفعل بعد ذلك.
وهناك نصائح للرد على التحقيقات الصحافية غير المتوقعة، منها:
1- لا تشارك في الرد دون استعداد كامل لذلك.
2- لا تتحدث إلا في أمر تفهم تفاصيله جيدا.
3- الحرص على الوضوح والشفافية.
4- اجعل ردك مناسباً للقضية المطروحة.
5- لا تنتقد المحاور أو تطلب إنهاء الحوار في منتصفه.
أمثال شعبية: «الولدْ ولدْ ولوْ حكم بلدْ»، وهذا المثل يضرب لمن لم يصل بعد إلى تحمُّل عبء المسؤولية رغم أنه وُضع في موضِعِها.
[email protected]