إن كثيرا من النعم لا يدرك الإنسان قيمتها إلا بعد أن يفقدها، ولذلك سمي الإنسان إنسانا وذلك لكثرة نسيانه.
ولعل المشكلة أن الإنسان ينسى شكر الله عز وجل خاصة بعد أن يألف هذه النعم التي لا يدرك قيمتها بسبب الألفة.
كان قرارا مفاجئا لرواد المساجد أن الوباء كورونا اضطر الدولة لإغلاق المساجد فلا تراويح ولا صلاة قيام خوفا من انتشار الوباء.
هنا تذكرنا جميعا كثيرا من النعم التي ألفناها في رمضان والتي لم ندرك حقيقة قيمتها إلا في زمن الحظر ومنها:
1 - نعمة صلاة التراويح جماعة في المساجد والاستمتاع بالقراء وتلاواتهم في قراءة القرآن وتجويده، فجأة صرنا نصليها في البيوت بدلا من المساجد، فأدركنا قيمة هذه النعمة حينها.
2 - نعمة مواصلة الليل في العشر الأواخر وصلاة القيام في المساجد والسهر بين قراءة القرآن والصلاة والذكر والدعاء حتى يطلع الفجر، كنا نشعر بالقرب من الله في هذه الأيام ونتقرب له بما يحب من الأعمال والأفعال، نعمة لم نشعر بقيمتها إلا في زمن الحظر.
3- فقدنا في تلك الفترة بعض العادات المباحة والجمعات مع الأهل والأحباب بما يسمى (القريش، والقرقيعان)، وصار تواصلنا عبر المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو، ثم لاحظنا ألا تأثير لتلك المكالمات كما كانت تؤثر تلك الجمعات.
4 - إلا أن لكل شيء جانبه من الخير، فكما أن الحظر أفقدنا كثيرا من النعم لكن أيضا كانت له بعض الإيجابيات، مثل: زيادة التقارب على مستوى الدوائر الضيقة كالأبناء والإخوان والوالدين فقد اضطر الحظر الناس لأن يبتعدوا عن التواصل الإلكتروني والرجوع الى التواصل المباشر مع دوائره الضيقة.
أخيرا.. يقول تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولإن كفرتم إن عذابي لشديد)
لزاما علينا أن نتفكر في تلك النعم التي متعنا الله بها لسنوات عديدة وأن نشمره حق شكره عليها من خلال زيادة فعلنا للخيرات والابتعاد عن المحرمات.