ليلى الشافعي
تحدثنا د.هيفاء العبدالجادر عن حالنا في شهر رمضان وكيف نجعله موسما للتدريب النفسي والتزود بالمهارات التي ترتقي بالأخلاق، وتطرقت الى أنواع الدورات التدريبية التي تختبر بها النفس وتقيس قوتها. فلنتعرف على ما قالته:
تقول الداعية هيفاء العبدالجادر: ما حالنا في رمضان يا ترى؟ أهو شهر كأي شهر؟ إنه موسم التدريب، حيث يتزود المسلم الصائم بالمهارات والتدريبات التي تعينه على نفسه وشهوته وذاته، فيقود نفسه نحو المعالي ويرتقي بأخلاقه ويهذب شخصيته ويكسب فنونا عديدة تحرك عنده التجديد وتزوده بالنشاط وتولد لديه الطاقة الروحية والإيمانية التي تبني القيم والأخلاق الحميدة، وفي رمضان يتعلم المسلم كيف يسد أبواب المعاصي والذنوب والآثام ويهتدي الى طريق التوبة والإقبال على الله عزّ وجلّ.
إنه رمضان مرتع خصب للتائبين، ورمضان البداية لأي تغيير إيجابي ونقطة الانطلاق الى الخير وهو الفرصة السانحة التي تحل بها البركة في شهر الصبر والبذل والإحسان.
موسم للتدريب
وأكدت العبدالجادر ان شهر رمضان يعتبر موسما تدريبيا لشتى أنواع الدورات التدريبية تختبر فيه النفس قوتها وتقيس مهارتها، وتصحح من عاداتها السلوكية والغذائية، حيث ان في هذه الدورة الايمانية يقيم الصائم من نفسه رقيبا يقظا على نفسه، فليس هو صوم عن الطعام والشراب ولكنه تكييف وتغيير عادات واخلاقيات سلبية من لغو وغيبة ورفث وغضب وعدم تحكم بالنفس الى عادات سلوكية وأخلاقية راقية وسامية مثل العفو والتسامح والبذل، فشهر رمضان يعطر أجواء الاسرة ويثبت فيها الإرادة فالكل صائم، الاب والام والجدة والابناء الكبار والصغار صائمون، فالكل يملك القدرة على امتلاك نفسه وقيادة ذاته والكل ينجح في مغالبة شهواته.
واجبات اجتماعية
وحددت العبدالجادر الجوانب الاجتماعية في الاسرة في شهر الصيام بأن يقترب الاب من أبنائه الذكور ويسمع لهم ويحاورهم كصديق يفهمهم فيثقون به، ويصطحبهم إلى المسجد لقراءة القرآن وإيقاظهم لقيام الليل وشحذ همتهم لنيل الأجر وتكليفهم ببعض مهام المنزل ثقة منه لمقدرتهم على أداء المسؤولية.
وأن يتبنى الانفاق على مشروع خيري تشترك فيه الاسرة كل بما يستطيعه مع التأكيد على أهمية صدقة السر (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).
كذلك يقوم الأب بتشجيع وإكرام الكفء من الأبناء وإبراز الدور الذي قام به من سلوك إيجابي او تقدم ملحوظ في جانب من الجوانب بالإضافة الى كتابة وتعليق الآيات والأحاديث التي تحث على الصوم والطاعات المحببة في رمضان وتعليقها في غرفة المعيشة. والعمل على المشاركة في صلة الأرحام وأصحابهم وتكليفهم بإرسال الهدايا والأطعمة للأهل والجيران وهي من ضمن العادات الطيبة الاصيلة التي جبل عليها مجتمعنا الكويتي المسلم، مع الاستفادة من البرامج الهادفة التي تكون معينا للأسرة على تحقيق أهدافها ايمانيا وثقافيا وتربويا وذلك من خلال بعض البرامج التلفزيونية او الاذاعية تحت رعاية الوالدين.
واجب الوالدين
ووجهت العبدالجادر كلمة الى الوالدين قائلة: ان الدعامة الأساسية لنجاح مشروع التدريب الرمضاني للأسرة يعتمد على الكتاب العزيز الذي من اخذ به اهتدى وهو القرآن الكريم – الدستور والمنهج الذي كان له اعظم الأثر في تكوين البيوت الإسلامية والتي منها المنطلق لحياة إسلامية راشدة وبطولات فذة وانطلاقة حضارية غطت الآفاق بنورها وازدهرت الإنسانية بها فنبدأ الانطلاقة مع كتاب الله عزّ وجلّ تلاوة وحفظا وفهما في الشهر الذي انزل فيه القرآن، فبركات ونسائم الشهر المبارك تلفنا وتحفظنا، إنها دعوة صادقة من الأعماق للإبحار على سفينة القرآن في ميناء رمضان، قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).