قال الرسول صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ولذلك فتح للمسلم باب التوبة على مصراعيه وناداه لدخوله في كل وقت ولاسيما في شهر رمضان، والمسلم يحتاج التوبة في كل وقت ورمضان فرصة ليغتسل التائبون من ذنوبهم..
حول رمضان شهر التوبة يحدثنا د.محمد يوسف الشطي فيقول: اجمل شيء في رمضان ان نشكر الله تعالى على نعمته بتجديد التوبــــة، وكثــــــرة الاستغفار، والمحافظة على الطاعة، واجتناب المعصية، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه، وأتقاهم له، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو مع ذلك أكثر الناس توبة واستغفارا، يقول عليه الصلاة والسلام (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) أخرجه البخاري، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: إنا كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم (رب اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم) أخرجه الترمذي وصححه.
وإياك أيها الصائم التسويف في التوبة، وألّا يغرك طول الأمل في الدنيا، قال يحيى بن معاذ: «الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل، وعلامة التائب اسبال الدمعة، وحب الخلوة، والمحاسبة عند كل همة»، جددوا التوبة، وأخلصوا النية، والزموا كثرة الاستغفار فإن الله يحب التوابين، ويحب المتطهرين.
وحول كيف نربي انفسنا في شهر رمضان؟ قال د.الشطي: علينا ان نربي انفسنا على تقوى الله تعالى، ومراقبته في السر والعلن، وأن نتقي الفحش والمحرمات.
وأن نعود أنفسنا على ذكر الله في كل الأحوال، ونلزمها على تلاوة القرآن كورد يومي في حياتنا.
ويجب ان تعزم المرأة المسلمة على ارتداء الحجاب ليكتمل نورها، ويزيد جمالها بطاعة الرحمن وتظفر بعتق الرحمن لها من النار.
وأن نترك ميادين الشهوات مع جلساء السوء وأهل الفراغ من اللهو والغفلة، والقيل والقال، والجهل والزور.
كما علينا ان نحاسب انفسنا على اموالنا هل هي من كسب طيب ام خبيث، وأن نتحرى الكسب الحلال لنا ولأولادنا.
وأن نربي أنفسنا على حب صلاة الجماعة في المساجد مهما كانت الظروف والأسباب.
وأن ندرب انفسنا على سعة الصدر، ورحمة القلوب، ولين النفوس، وطيب الكلمة.
وأن نبتعد عن المخاصمة والمشاتمة والسباب، وأن نغفر الزلة، وكظم الغيظ، والتجاوز عن المخطئين، فتلك اسمى معاني الصيام التي يجنيها الصائم في رمضان.
ويجب أن نصلح علاقتنا الزوجية على ما يرضي الله تعالى، وأن نبتعد عن التخاصم والمحاكم والفجور في المعاملة.
ينبغي على المسلم ان يحمد الله تعالى أن بلّغه شهر رمضان، وأن يغتنم فرصه، وأن يتعرض لنفحات المغفرة والرضوان فيه، وأن يتذكر بعض من صام معه في رمضان الماضي اين صاروا، وأن يقوم بحق هذا الشهر حق القيام لعل الله ان يشمله بعفوه ورحمته، وأن يكتبه من عتقاء شهر رمضان.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيان
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
حياً فما اقرب القاصي من الداني