من المبادئ البارزة التي علمنا إياها صوم رمضان العظيم، الكف والترك لما تشتهيه النفس من طعام أو شراب في نهار هذا الشهر المبارك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومن الأمور المهمة للمسلمين أن يتبينوا ويتثبتوا مما يأكلون ويشربون، ومما منعه هذا الدين الحنيف وحرمه عليهم، ومن الآداب التي أرشدهم إليها في تناول الأطعمة والأشربة، إن هذا الدين لا يُحل إلا ما كان طيبا تتوق اليه النفوس الزكية، قال تعالى: (يسألونك ماذا أُحل لهم كل أُحل لكم الطيبات)، وقال تعالى: (ويُحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبيث)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)، وذلك بخلاف الشعوب الأخرى التي يكون أساس اختيار أكلها المذاق ليس إلا، ولا تفرق بين الطيب والخبيث والحلال والحرام.
وقد فصل الشارع ما هو حلال وما هو حرام من الطعام والشراب، قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتهم إليه)، فإن من واجب المرء المسلم أن يكون شديد الحرص على طاعة الخالق جل شأنه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن يعتقد اعتقادا جازما أن الخير فيما يختاره الله، فلا تصده عن طاعة الله الشهوات من المآكل والمشارب وأن يقف في أمره كله حيث أمره مولاه.