يعمد الكثير من المشككين ومن يهاجم الإسلام ومحاولة النيل منه إلى طرح تساؤلات عن حكمة الصوم والهدف من تعريض الناس لمعاناة الحرمان من الطعام والشراب وكافة الشهوات الأخرى طوال شهر رمضان والتي هي حلال طوال أيام العام، نتعرف على الإجابة من خلال تلك السطور.
يؤكد الشيخ سعد الشمري أن صوم رمضان عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام شرعه الله لعباده لما فيه من إنشاء التقوى في القلوب، قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والصوم عبادة السر الذي اختصه الله لنفسه «الصيام لي وأنا أجزي به» فالمسلم يتعبد الله عزّ وجلّ بالصوم حتى ولو لم يعلم أوجه الحكمة فيها وهذا غاية الإذعان والاستسلام والامتثال لله تعالى، ومع هذا فإن الصوم فيه فوائد كثيرة، فوائد دينية لا تخفى، وفوائد صحية محسوسة، وفوائد اجتماعية يعيشها المسلمون في رمضان، والصيام ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب ونحو ذلك بل تحقيق العبودية لله عزّ وجلّ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش» والمسلم يصوم لله كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي».
حكمة الصوم
من جهته، قال الشيخ د.صلاح المهيني: بداية يتفق الفقهاء على ان الاصل في العبادات انها غير معقولة المعنى اي ان الشارع الحكيم لم يظهر لنا الحكمة من وراء هذه العبادة وذلك ليكون الأصل في العبادات وهو التعبد المحض، فلا يمكن السؤال عن الحكمة من كون صلاة الظهر اربع ركعات، او تخصيص رمضان بالصيام دون بقية اشهر السنة، فالأصل ان المسلم مطلوب منه العبادة دون البحث عن الحكمة التي من ورائها، إلا ان الفقهاء اجتهدوا للبحث عن الحكمة من وراء بعض العبادات الا ان هذه الحكم تبقى في دائرة الاجتهاد التي تقبل الأخذ والرد، وبين الشيخ المهيني هذه الحكم وهي انه سبيل لتحقيق تقوى الله تعالى مصداقا لقوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ومن الحكم تذكير للنعم التي اعتاد المسلم عليها، حيث ان النعم لا يمكن استشعار قيمتها الا اذا فقدتها، فحرمان المسلم من بعض المباحات في نهار رمضان من اهدافه ان يتذكر المسلم هذه النعم التي انعم الله بها عليه، كما ان الصيام يرقق قلب المسلم تجاه الفقراء والمحتاجين فبينما يستشعر المسلم قرصة الجوع يدرك حينها شعور ذلك الفقير او المسكين الذي لا يجد ما يأكل، كما ان الصيام مدرسة للإنسان تعلمه مهارة التحكم في شهوتي البطن والفرج ومن يتخرج من هذه المدرسة يكون قادرا على التحكم بجميع شهواته وذلك بعد ان تمكن من السيطرة على اكبر شهوتين عند الإنسان، والصيام يضبط النفس والحلم وعدم الغضب او التسرع كما ان من مقاصد الصيام توحيد مشاعر المسلمين تجاه خالقهم وتتمثل طاعة له باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه بالإضافة الى الفوائد الصحية للعقل والجسم.