إذا أيقن الإنسان أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، أنفق من ماله الذي هو مال الله وتحلى بأعظم صفة وهي الكرم، فنال عز الدنيا وشرف الآخرة وحسن الصيت، وخلود جميل الذكر، وكان إنسانا محبوبا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا» لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الكرم فكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان فكان أجود من الريح المرسلة.
وكان حاتم الطائي مشهورا بالكرم الشديد، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتفقد الأسرى الذين كانوا قد حصلوا عليهم من غزوة ما، وكان من بينهم ابنة حاتم الطائي، وحين علم بها أطلق سراحها لما اتصف والدها من كرم.