عشنا أياما ليست صعبة بقدر ما كنا نشعر بالحذر والخوف والتعب النفسي، خصوصا ان كورونا أخذت بعض أحبابنا ومن أقربائنا؛ لهذا كان وصول رمضان بهذه الأجواء يعطي شحنة قوية للاندفاع للأمام وتمكين النفس، إن ما جاء من الله خير وبركة، ولهذا كنا نحتاج الى وقفات قوية أثناء ذلك الشهر الكريم، ولله الحمد أقمنا مصلى داخليا نصلي به أنا وولدي وكذلك الأحفاد وهذا فضل من الله.
ومن الفوائد كذلك التفرغ للقرآن دون وجود زيارات وانقطاع خلال الواجبات الاجتماعية المتعارف عليها، ومن الذكريات وجود الممشى الطيب الذي كنا نقوم به بعد صلاة التراويح وانتشار رياضة المشي، ووجود الأحباب وأهل المنطقة بتوزيع المياه وغيرها من خيرات في شهر رمضان، وكذلك انتشار استعمال التواصل عبر التقنيات (تطبيق زووم) فكنا بشوق الى اللقاءات الجميلة وكانت عوضا عن اللقاءات المباشرة، وكذلك كانت فرصة في رمضان للتعرف على أغلب أهل المنطقة وأبنائهم عبر (القرقيعان) بسبب وجود الناس مع أبنائهم في البيوت، ذكريات متنوعة وجميلة، ورحم الله من أخذ الله أمانته.
ولعل من أجمل ما قمنا به كعائلة إنشاء وقف للوالد والوالدة، رحمهما الله، بمشاركة كل الاخوات والاخوان والأبناء والأحفاد وتم فتح حساب في الأمانة العامة للأوقاف باسمهم ولله الحمد، ربما كانت «كورونا» سببا ورمضان حسم لنا إنشاء الوقف ولله الحمد والمنة والفضل.
ونحمد الله تعالى كثيرا ونشكره أن حل علينا رمضان هذا العام ونحن نصلي في المساجد ونقيم القيام والاعتكاف وعادت تجمعات الأهل والفطور الجماعي مع الأقارب، ولكن لا ننكر أن مع هذه المحنة منحة، حيث كان الحجر فرصة لقضاء رمضان بشكل مختلف يمتلئ بالعبادات الرمضانية في ظل توافر الوقت والقدرة على قضاء أطول فترة ممكنة مع الأسرة داخل البيت.
نعم، لم يكن هذا اختيارنا ولكنه ساهم بشكل كبير في تحقيق هذا، وما أحزننا أننا لم نستطع الذهاب لأداء العمرة ونحن نرى صحن الكعبة المشرفة وهو فارغ من الطائفين في مشهد قاس على نفوس المسلمين في كل بقاع الأرض، وهذا الوقت يكون كل عام من اكثر الأوقات والمواسم ازدحاما لقضاء العمرة في رمضان، وأمام كل هذا الكم من الخسائر كانت الجمعيات الخيرية والمبرات تقوم بعمل جبار في توزيع المساعدات الى البيوت وتسد حاجة الناس، وهذا هو ديدن الكويتيين منذ الأزل.