تأكد أن الشخص الذي لا يتحلى بالصبر مع مشاكل الحياة الصغيرة، سيكون كالمشلول غير قادر على التصرف عندما يواجه في طريقه صعوبات كبيرة، فليتك تتمعن جيدا في تلك المشاكل التي قد قابلتك، وتتذكر جيدا ذلك الشعور الذي تعايشته حينها بسبب عدم صبرك وجزعك وتسرعك، وليتك تعلم أيضا أنك إنسان لم يخلقك الله سبحانه لتصبح كالورقة لتجعل من رياح الظروف أن تعوقك وتتحكم بك، لكنك خلقت ومعك أسباب قوتك وثباتك ونجاحك.
فمواجهاتك التي خيبت أملك، وتفاصيل حياتك التي استنزفت طاقتك، ثق بأنها ستضيئك ذات يوم وإن كنت منطفئا من الداخل وفقدت الحماس لمواصلة طريقك، ستضيئك وستجعلك فيما بعد تحدد مكانتك وقيمتك.
بسبب الصبر وما أدراك ما الصبر، والذي من الجميل جدا أن تسير جنبا إلى جنب معه، لمعرفة متى تكون هادئا حكيما تتمتع برحابة الصدر، وتدرك كيفية تقدير المواقف جيدا، ومتى تكون قادرا على الاستماع إلى الآخرين، وبالتالي العثور على السلام الداخلي لك.
ذلك، لأن الصبر وحده الذي سيساعدك على ترميم روحك لكن ليس كسابق عهدك، لأنه سيغيرك، سيجدد شخصيتك التي تحاكي واقعك، بناء على تفكيرك، والتي تعتمد على نظرتك لنفسك وأهدافك ومجمل آمالك في حياتك، كما سيعلمك العزة والامتنان وسيخبرك أيضا بأنك أعمق من تلك الصورة التي في مخيلتك وأنك أكثر قوة، كما ستعي تماما حينها أن هناك ضريبة وثمنا لكل شيء، ضريبة كيف تصبح شخصا آخر، وكيف تصبح شخصا لا يعاني من الخوف والتوتر والقلق، وأشد لامبالاة، وأكثر انسحابا مع المكان الذي لا تجد فيه نفسك.
الصبر سيعلمك أن تكون شخصا متوكلا حق التوكل غير مكترث، شخصا لا يقترب أو يندفع بمشاعره أو يعطي أو يثق بأشخاص آخرين بكل سهولة، الصبر أن تكون شخصا هادئا رزينا لا تكره، لا تغضب، لا تنزعج، لا تنافق، أو تجامل على حساب نفسك أو على حساب مشاعر غيرك، الصبر يقومك، يجعلك تتحكم في إرادتك، فهو أحيانا يصبح التفاعل الأكثر احتراما بين بعض الأشخاص،
حيث يمر الإنسان بالعديد من الصعاب والمشاكل، التي تستنفد كما هائلا من طاقة الشخص، وتعد هذه الطاقة هي طاقة الصبر على جميع أشكال الابتلاءات والصدمات والخيبات التي يتعرض لها، ويمثل هذا الأهمية البالغة للصبر داخل الحياة، فلولا الصبر وانتظار الجزاء لفسدت الحياة، لذلك يحتاج الفرد إلى قوة في تحمل جميع تلك الأمور التي تعايش معها وقد يشعر في بعض المرات ببؤسها وبمرارتها، من دون كلل وملل، دون تذمر وتأفف، فالصبر هدية لتقاسم الوقت والتوكل والثقة.
فيكفي أن من خلاله لن تشعر باليأس أبدا أو بالفراغ التام، أو التخلي والوحدة والاكتئاب، ولن تكون أيضا بحاجة لمن يسمعك أو يؤمن بك وبمصائبك ومشاكلك والباري سبحانه معك.
لذلك يعتبر الصبر أيضا جانبا من الجوانب الأساسية والمهمة لاستكشاف التفكير الملهم العميق.