ترك الطاعات بعد رمضان
ما حكم المسلم او المسلمة الذي يصلي ويصوم في رمضان فقط، ثم يترك الصلاة والطاعة بعد انتهاء شهر رمضان؟!
٭ هذا حال بعض المسلمين وللأسف الشديد، تجده يصلي في رمضان مع الجماعة، ويحرص على ذلك، وعلى قراءة القرآن، فإذا انصرف الشهر ترك ما كان عليه من الخير والاستقامة، وعاد الى الانشغال بالدنيا وملذاتها وشهواتها ولهوها ولعبها، وقد حذر الله تعالى من هذه الحال، فقال: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها بعد قوة أنكاثا) النحل: 93. وهو مثل لناقضي العهود بعد توثيقها، أي: لا تكونوا كتلك المرأة الحمقاء التي تغزل وتتعب في غزلها ثم بعد ذلك تنقض غزلها المبرم القوي الى أنكاث، وهو ما يحتاج الى غزل جديد، فهذا الذي صلى في رمضان وبنى أعمالا صالحة طيلة الشهر ثم عاد الى التفريط وترك الصلاة والعبادة، مثله مثل تلك المرأة الحمقاء التي تنقض ما غزلته، وتهدم ما بنته بالجهد والتعب والمشقة، وما ذاك إلا لقلة عقلها وضعف بصيرتها.
وقد أخرج البخاري: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك صلاة العصر، حبط عمله».
فمن ترك صلاة واحدة حبط عمله، اي: هلك وفسد، فكيف بمن يترك الصلوات كلها، فلا شك ان ما بناه سابقا من العمل الصالح يهلك ويفسد.
صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» رواه مسلم.
فتارك الصلاة إذن قد خرج من الإسلام الى الكفر والشرك، ومن أشرك فقد حبط عمله كما قال عز وجل: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر: 65، أي: ليبطلن ويفسدن.
فالمطلوب من المسلم والمسلمة الاستقامة على دين الله تعالى الى آخر العمر، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) الحجر: 99.
وقال عيسى عليه السلام كما حكى الله عنه في القرآن الكريم: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) مريم: 31. والله الموفق.