(اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) القمر 1 و2.
كان المشركون كثيرا ما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أشياء يريدون تعجيزه للصد عن دعوته، فتارة يطلبون منه ان يفجر لهم الينابيع او يجعل لنفسه بيتا من زخرف او يصعد أمامهم في السماء ويأتيهم بكتاب، وكان مما طلب المشركون في مكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشق لهم القمر نصفين، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه هذه المعجزة وبالفعل اجتمع أهل مكة في صعيد واحد وكان القمر بدرا وشق الله القمر أمام أعينهم فلقتين، ولكنهم استكبارا وعنادا قالوا، لقد سحرنا محمد، فقال بعضهم لبعض: إن كان قد سحرنا فإنه لا يستطيع ان يسحر جميع الناس، فانتظروا حتى يأتي الركبان أي من كانوا خارج مكة وقتذاك، فخرج الناس الى مشارف مكة ينتظرون من يأتي فلما سألوهم: هل رأيتهم أمرا عجبا في السماء ليلة كذا، فقالوا نعم، لقد رأينا القمر منشقا نصفين، فآمن من آمن وكفر من كفر، وقال أبوجهل قولته ان سحر محمد مستمر اي منتشر بين الناس جميعا، فنزلت هذه الآيات من صدر سورة القمر، تصور عناد المشركين واستكبارهم حتى وإن رأوا المعجزات بأم أعينهم.
وبعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة يأتي العلم الحديث ويثبت ان القمر تعرض للانشقاق ثم الالتحام مرة اخرى ليعلم الناس ان هذا القرآن هو من عند الله وصادق في كل حرف من حروفه، وصدق الله العظيم إذ يقول: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فُصّلت: 53.