- مسيرة التفاوض مع الجانب السعودي تسير من حسن إلى أحسن ونأمل أن تتم معالجة جميع القضايا بين البلدين سواء الثنائية أو الإقليمية
- لن نوقّع على الاتفاق النووي إلا بعد إلغاء كل العقوبات التي فرضت علينا بعد الانسحاب الأميركي في عام 2018 والكرة في ملعب الأميركان
أسامة دياب
أشاد السفير الإيراني لدى البلاد محمد إيراني بالعلاقات الإيرانية ـ الكويتية التي وصفها بالقوية، موضحا أنها تمر بأحسن حالاتها، معربا عن أمله في أن تتطور وتعزز يوما بعد يوم.
وأشار إيراني، في تصريحات للصحافيين على هامش الغبقة الرمضانية التي أقامتها السفارة، إلى تواصل الاتصالات بين وزيري خارجية البلدين، لافتا إلى استعدادات ثنائية في مجالات تعاون مختلفة لتنفيذها، معربا عن أمله في النهوض بمستوى العلاقات والوصول إلى مجالات أوسع وأرحب.
وردا على سؤال حول ما إذا كان وزيرا خارجية البلدين قد تطرقا في الاتصال الأخير بينهما إلى بحث زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان إلى الكويت، قال إن وزير خارجية الجمهورية الإسلامية كان قد أعرب عن استعداده لزيارة الكويت، والأمر في جدول أعماله ونأمل أن يتم تحديد الموعد الدقيق لاحقا.
وعما إذا تطرق الوزيران في المحادثة الهاتفية إلى موضوع حقل الدرة، أوضح أن الوزيرين أعربا عن استعدادهما لاستئناف المحادثات التي كانت قبل عقد مضى، موضحا أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية أيضا أعرب عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات، موضحا أن العلاقات الثنائية تشكل أجواء سليمة وناضجة لمناقشة هذا الموضوع والتوصل لحل له.
وبخصوص التصريحات الغربية والإيرانية التي تؤكد أن الاتفاق النووي مازال بعيد المنال، قال إن مباحثات فيينا تسير في مسارات متطورة وتقدمت بشكل كبير، إلا أن الموضوع الآن يتمحور حول طلب إيران بإلغاء جميع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في عام 2018 وهذا حق طبيعي لها، وخصوصا ما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني، مشددا على أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة الأميركية ومتى ما تم الرد سيتم التوقيع على الاتفاق.
وعن آخر التطورات في المباحثات الإيرانية ـ السعودية والتي جرت في بغداد مؤخرا، أوضح أن الجولة الخامسة من المباحثات وصلت لنتائج إيجابية جدا والإخوة في إيران يرون أن مسيرة التفاوض مع الجانب السعودي تسير من حسن إلى أحسن، معربا عن أمله في أن تتم معالجة كل القضايا بين البلدين سواء الثنائية أو الإقليمية.
وبالعودة إلى المناسبة، قال إن الحضور الديبلوماسي المتنوع يعكس حجم إيران ومكانتها في المنطقة وجهود السفارة هي التي نجحت في البناء على العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وفي كلمته خلال الغبقة، أشاد بمواقف الكويت أميرا ومجلسا وحكومة وشعبا لمناصرتهم المتواصلة للقضية الفلسطينية والتي كانت مدعاة للفخر والاعتزاز، لافتا إلى أن دعم بلاده للقضية الفلسطينية ومناصرتها وتضامنها مع أهلنا المضطهدين في الأراضي المحتلة ليس تكتيكا أو منهجا وقتيا وقصير المدى بل إنه مستلهم من مبادئ ومنطلقات الثورة الإسلامية وتمتد جذوره إلى معتقداتنا الدينية والإنسانية التي تحتم علينا نصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في العالم الإسلامي وهي تجسد محور التضامن والوحدة في أمتنا الإسلامية، داعيا المجتمع الدولي لمعاقبة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية بجريمة انتهاكه لحقوق الإنسان وممارساته العنصرية والقتل الممنهج للنساء والأطفال.
وأشار إلى ان الكيان الصهيوني الطارئ يسعى لوضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام العالم العربي والإسلامي ويقدم إيران كتهديد مشترك ومن خلال الاستعانة بشبكات الإعلام الصهيونية يتابع هدفين: الأول، شق الصف والتفريق بين العالم الإسلامي والدول الإسلامية، والثاني، هو محاولة تجاهل جرائمه ضد أبناء الشعب فلسطيني، ان شعوب المنطقة الواعية يجب ألا تنطلي عليهم خدع التطبيع والتنمية والاستقرار الاقتصادي التي يبثها الكيان المحتل.
بدوره، أشار رئيس رابطة الصداقة الكويتية ـ الإيرانية محمد السنعوسي إلى عمق العلاقات الشعبية والاجتماعية التي تربط بين البلدين مثل المصاهرة والتنقل والعمل والمشاركة الثقافية والاجتماعية بين العائلات، لافتا إلى أنه وفقا للإحصاءات يزور الكويت اكثر من 200 ألف زائر إيراني سنويا، كما أن هناك ما يقارب الـ 50 ألفا من العائلات الكويتية من أصل إيراني.
وأضاف السنعوسي «كما نشأت بين الجانبين مسارات متعددة في التجارة والأعمال، ويقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو 150 مليون دولار سنويا».
وزاد: على الرغم من الأوضاع الإقليمية والعالمية التي تشهد كثيرا من التوترات والتقلبات، إلا أن مسيرة بلدينا تمضي بمسارها الطبيعي وتسير قدما نحو الأفضل من منطلق المزايا الجغرافية والوشائج التاريخية بين شعبي البلدين، والتمازج بين الحضارتين، ونتطلع من خلال رابطة الصداقة الكويتية ـ الإيرانية إلى مد جسور التواصل الشعبي بين البلدين الجارين، والنهوض ببرامج التعاون الشعبية في مختلف المجالات الإنسانية، بما في ذلك تبادل المنافع المشتركة والتجارب التنموية وترتيب برامج علمية مشتركة وثقافية وسياحية وتجارية.
بدوره، أكد المستشار الإعلامي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد د.سمير أرشدي أن القدس كانت وستبقى في قلب الكويت، مشيرا إلى الدعم اللامحدود الذي قدمته الكويت لأبناء فلسطين ووقوفها الى جانب الانتفاضة الشعبية واستنكارها لكل محاولات التهويد التي تمارسها العصابات الصهيونية ضد المسجد الأقصى.
وأضاف «يعتبر يوم القدس فرصة مناسبة للإعلان عن التلاحم والتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم وتعزيز معنوياته، وان هذه القضية لا تحل إلا بإنهاء الاحتلال واجتثاث جذور الإرهاب وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس».