إذا كان الصيام المقبول يحقق انتصارا للروح على شهوات الجسد ومطالبه فإنه أيضا يقضي على الصراع الدائر داخل النفس الإنسانية ويحقق الطمأنينة العقلية والروحية وراحة البال والرضا.
ويتحقق السلام النفسي عن طريق الممارسات الروحية الدينية من الصلاة والدعاء خاصة والتفرد مع الدعاء، فالسلام النفسي يتحقق بالعبادة ويظهر ذلك جليا في رمضان، حيث يشعر المسلم أثناء الصيام بالرضا بتأدية العبادة والامتثال لأوامر الله كما ان السلام النفسي إحساس المسلم بالآخرين ومن هم حوله، يفرح لفرحهم يشاركهم همومهم، يقدم المساعدة، لا يشعر بالحقد والأنانية وكل هذا يتحقق في الصيام وهذا ما يجعله موسما للسلام الروحي.
فالسلام اسم من أسماء الله تعالى وصفة من صفاته، قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) إن نفس الصائم لا تدنسها الشهوات ولا يؤرقها الصراع، والصائمون دائما يعيشون مع نفوسهم المطمئنة في واحة السلام الذي تنغصه الآثام.