اندلعت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر عام 1939 في أوروبا، واستمرت إلى الثاني من سبتمبر 1945، أي ما يقارب ست سنوات، وسميت عالمية لأنها كانت حرب دولية شاركت فيها أو تأثرت بها معظم دول العالم، ومنطقة الخليج كانت مستعمرة من قبل بريطانيا المشاركة في الحرب، الحياة بسيطة والمنطقة شبه منسية ولكن ألقت الحرب بظلالها على الخليج وعاش أهلها ويلاتها.
يعرض لسيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد مسلسل يحمل عنوان «سنوات الجريش»، ويشاركها في العمل نخبة من الفنانين الخليجيين والعرب، مثل حبيب غلوم وعلي السبع، وحسن البلام، وحمد العماني وسعود بوشهري وليلى السلمان وهبة الحسين وستيفاني صليبيا، والعمل من تأليف محمد النابلسي، وإعداد سامي العلي، وإخراج مناف عبدال والإنتاج مشترك بين مؤسسة دبي للإعلام ومنطقة عجمان الإعلامية.
نقل مسلسل سنوات الجريش ظروف وأحوال أهلنا في المنطقة خلال الحرب، وتطرق المسلسل لحقبة زمنية مهمة في تاريخ البشرية وتاريخ المنطقة ولأول مرة تطرح في الدراما الكويتية والخليجية،
والعمل نقل لنا نموذج لبعض شرائح المجتمع في تلك الحقبة ومعاناتها، جسدها أبطال العمل، وشاهدنا من خلاله حكايات متداولة على لسان من عاصر تلك الفترة، أو ربما بقية حكاياتهم ورحلوا عنا.
يصنف مسلسل سنوات الجريش، تحت تصنيف الدراما الحقبوية أو التاريخية، وهذه النوعية من الدراما تحمل في طياتها الكثير من الرسائل والعبر، وتسهم في تنمية الثقافة لدى المتلقي والمتابع وهذا ما لمسناه في المسلسل، بداية بالأسئلة لماذا؟ متى؟ أين؟.. ومن ثم البحث في الإنترنت أو المراجع أو من كبار السن.
من ناحيتي سألت والدتي عنها وقالت لي إنها لم تشهدها ولكن والدها «جدي» حدثها عنها، وعن السنوات العجاف التي عاشوها، والصعاب التي ألمت بهم، فكان الجريش هو الطعام المتوافر في تلك الفترة وهذا سبب التسمية.
نحن بحاجة لتوثيق الأحداث في منطقتنا وتعريف الأجيال بمعاناة الأجداد والآباء، فالدراما هي مؤرخ فعال في توثيق الأحداث التي وجدت في زمن معين من الماضي، وهذا ما قدمه طاقم مسلسل سنوات الجريش.. تحية شكر وتقدير لهم.