«معاناة لابد منها»... سباق محموم للفوز بالجلوس على كرسي الحلاق، والاستماع إلى أصوات المقص وهي تتنقل بين خصلات الشعر لتهذيبه، فتكون بمنزلة معزوفة من الألحان تطرب الزبون بعد أن اضطر للانتظار ساعات حتى يصل دوره.
الظهور بأفضل هيئة في العيد يستحق المعاناة، وهي معاناة مزدوجة الأطراف فكما يشعر بها الشخص الراغب بالحلاقة، يتحملها أيضا الحلاق نفسه الذي يقف ساعات طوال ويصل الليل بالنهار حتى يرضي أكبر عدد من زبائنه.
عدسات «الأنباء» رصدت الازدحام الشديد على صالونات الحلاقة قبيل عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات، وصورت مدى استعداد الصالونات لهذه المناسبة، بتهيئة المكان وتوفير المياه والعصائر لزبائنهم وبعضهم وفر المسليات من حلويات ومكسرات وشاي وقهوة بجانب توفير عدد من الصحف والمجلات، فضلا عن توفير القنوات الرياضية على أجهزة التلفاز بهدف تخيف ساعات الانتظار على الزبائن، وكان من أهم عناصر الاستعداد من قبل أصحاب الصالونات هو توفير عدد أكبر من الحلاقين لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزبائن في هذه المناسبة.
وبالحديث عن الأسعار، ذكر بعض العاملين في الصالونات أنهم لم يضيفوا على زيادات على تفاصيل الخدمات التي يقدمونها، إلا أنه في المقابل أشار بعض الزبائن إلى أن الحلاقة في العيد والمناسبات المهمة قد ترفع تكلفة حلاقتهم إلى مبلغ كبير، مع تنوع الخدمات الإضافية التي يطلبونها.
عدد من رواد الزبائن ذكروا أنهم يحرصون على التعامل مع حلاق واحد على مدى شهور متتالية، خاصة عندما يجدون حلاقا يعرف طبيعة طلباتهم ويلبي رغباتهم في الظهور بأفضل صورة، إلا أنهم كشفوا أنهم قد يضطرون في بعض الأوقات إلى أخذ جولة بين عدد من الصالونات حتى الاستقرار على صالون يسعفهم سريعا في ظل الازدحام الذي تشهده الصالونات قبيل العيد.
ولفت البعض إلى أنهم كانوا يحجزون دورهم عبر الهاتف إلا أن هذا الأمر تسبب في مشاكل للحلاقين بعد أن تذمر الزبائن الآخرون المنتظرون لساعات طويلة داخل وخارج الصالون.