احتل ولي العهد البريطاني الأمير تشالز وابنه الأمير وليام مركز الصدارة في الاحتفال بافتتاح الدورة البرلمانية الجديدة امس ليحل محل الملكة إليزابيث الثانية (96 عاما) التي غابت عن الحدث الكبير بسبب مشكلات صحية.
ومع اضطرار الملكة للتغيب عن الحدث لأول مرة منذ قرابة 60 عاما، أقدم الأمير تشالز على قراءة جدول الأعمال التشريعي للحكومة في قصر وستمنستر، في أول مرة يضطلع فيها بمثل هذه المهمة الدستورية الكبرى.
وغابت الملكة إليزابيث، أكبر ملوك العالم عمرا وأطولهم جلوسا على العرش، عن كل الأحداث العامة رفيعة المستوى تقريبا في الأشهر الأخيرة. واضطرت للتغيب عن إلقاء الخطاب لتجدد مشكلات صحية تتعلق بالحركة.
وارتدى تشالز، الذي حضر افتتاح البرلمان إلى جانب والدته في السنوات الأخيرة، زي الأميرال لقراءة جدول الأعمال، وعند عبارة «حكومتي سوف»، قال الأمير تشالز «حكومة صاحبة الجلالة سوف..».
وشكلت القضايا الاقتصادية وغلاء المعيشة محورا رئيسا في افتتاح الدورة البرلمانية البريطانية عبر الخطاب الملكي الذي ألقاه ولي العهد الأمير تشالز الذي أكد أمام أعضاء مجلسي العموم واللوردات ان حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ستطرح خلال السنة البرلمانية الحالية 38 تشريعا جديدا يشمل العديد من القطاعات أبرزها: القطاع الاقتصادي ولاسيما في شقها المتعلق باستكمال تكييف القوانين الاوروبية الى قوانين بريطانية.
وذكر ان الحكومة ستتخذ جميع الاجراءات الممكنة لتعزيز النمو الاقتصادي والاستثمار في الخدمات العامة بما يسمح بتحسين معيشة المواطنين ومواجهة الارتفاع المتزايد في معدلات التضخم التي ترهق ميزانية الأسر، مضيفا ان خفض الضرائب والتنسيق مع البنك المركزي سيكونان من ضمن الادوات التي ستلجأ الحكومة لتفعيلها.
واشار الأمير تشالز الى ان الحكومة ستطرح تشريعات تخص قضايا الهجرة والأمن والتصدي للجرائم الالكترونية والمخالفات الاقتصادية الى جانب تشريعات خاصة بأمن الطاقة والتحول نحو الطاقات المتجددة إضافة إلى التعليم ومواجهة المشاكل التي تواجهها منظومة الصحة الوطنية منذ بداية جائحة كورونا.
ويعد الافتتاح الرسمي للبرلمان حدثا ضخما كانت تتجه فيه الملكة عادة إلى المجلس بمركبة احتفالات رسمية يرافقها خيالة في زي احتفالي.
ويجسد الحفل، الذي يقام في الربيع أو بعد الانتخابات العامة، الفصل بين السلطات منذ قرون بين التاج ومجلس العموم المنتخب ومجلس اللوردات والسلطة القضائية.
وترتدي الملكة ثوبا رسميا ملكيا قبل أن تقود موكبا إلى مجلس اللوردات حيث تفتتح رسميا الدورة البرلمانية الجديدة وتقرأ كلمة كتبتها الحكومة توجز خططها التشريعية.
وتتلو إليزابيث الثانية الوثيقة بلهجة رسمية محايدة لتفادي أي شعور بالموافقة على السياسات أو رفضها، وهو نهج التزم به ابنها أيضا امس. ولم تغب الملكة عن هذه المناسبة سوى مرتين خلال فترة ملكها المستمر منذ 70 عاما، وكان ذلك في 1959 و1963، حين كانت حبلى بولديها آندرو وإدوارد.