شهدت كميات الغاز الروسي الواصلة الى أوروبا عبر أوكرانيا مزيدا من الانخفاض أمس، في وقت هددت روسيا بالرد عسكريا على انضمام فنلندا والسويد الى حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وعليه فقد اتهم وزير الطاقة الألماني روسيا باستخدام الطاقة «سلاحا» بعد العقوبات التي فرضتها موسكو على أكثر من 30 شركة غربية للطاقة والانخفاض الواضح في شحنات الغاز إلى أوروبا.
وقال روبرت هابيك في مؤتمر صحافي إن: «الوضع يسوء لأن الطاقة تستخدم الآن سلاحا بطرق عدة».
تزامن ذلك مع انخفاض جديد بكميات الغاز الروسي التي تم ضخها إلى أوروبا عبر أوكرانيا أمس، بمقدار الثلث مقارنة بأمس الأول، وفق ما أعلنت الشركة النفطية الروسية العملاقة غازبروم، من جراء تأثر الإمدادات بالنزاع لليوم الثاني على التوالي.
وأعلنت الشركة الأوكرانية المشغلة لخطوط الأنابيب إلى إعادة ضخ 53 مليون متر مكعب أمس مقابل 73 مليون متر مكعب الأربعاء.
ومنذ أيام تشير أوكرانيا إلى عدم قدرتها على إعادة ضخ الغاز عبر منشآت المحطة القريبة من سوخرانيفكا في منطقة لوغانسك، نظرا لتواجد قوات مسلحة روسية فيها.
وطلبت كييف من شركة الغاز الروسية غابزروم ضخ كميات إضافية إلى محطة سودجا.
في المقابل تشدد موسكو على إمكان إعادة الضخ من محطة سوخرانيفكا بشكل طبيعي وعلى استحالة ضخ كميات إضافية إلى سودجا. وكانت أعلنت ألمانيا أمس الأول أنها سجلت انخفاضا بنسبة 25% في كميات الغاز الروسي الذي يتم استجراره بواسطة خطوط أنابيب رئيسية عبر أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلن رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها أنهما يؤيدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن قرارا رسميا سيتخذ بداية الأسبوع المقبل، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحولا سريعا في الرأي العام في البلد.
وسارع الكرملين للرد على الإعلان، معتبرا أن انضمام فنلندا إلى التحالف العسكري الغربي يمثل «بالتأكيد» تهديدا لروسيا.
ويتوقع أن تعلن السويد المجاورة التي التزمت عدم الانحياز العسكري على مدى عقود على غرار فنلندا، قرارها في هذا الصدد خلال أيام أيضا، وهو أمر سيتم على الأرجح خلال اجتماع لحزب رئيسة الوزراء ماغدالينا اندرسون الاشتراكي الديموقراطي.
وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين في بيان مشترك إن: «على فنلندا التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير». وأضاف البيان ان لجنة خاصة ستعلن قرار فنلندا الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو الأحد المقبل.
وشدد نينيستو على أن «الانضمام إلى الناتو لن يكون ضد أحد». وقال إن رده على التهديدات الروسية سيكون «أنتم تسببتم بذلك».
وأعرب وزير الدفاع الفنلندي أنتي كايكونين في تصريحات نشرها على مدونته عن أمله في أن تصل السويد إلى النتيجة ذاتها وبالتالي «سيمكننا التقدم بطلب العضوية معا».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي لوكالة «تي تي» للأنباء إنه «من الطبيعي أن قرار فنلندا يعد مهما للغاية بالنسبة للسويد»، مشيرة إلى أن حكومتها ستعلن قرارها «قريبا».
ولطالما تعاونت فنلندا والسويد مع الناتو، ويتوقع بأن يكون بإمكان البلدين الانضمام إلى الحلف سريعا.
وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس على أن عملية انضمام فنلندا ستكون «سلسلة وسريعة».
وبعد تقديم الطلب الرسمي إلى الحلف، سيتعين على نواب جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو المصادقة عليه، في عملية قد تستغرق شهورا.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو «قال الأمين العام للناتو إن هذه العملية ستستغرق ما بين 4 و12 شهرا. انطباعي هو أن المدة قد تكون أقرب لـ 4 أشهر منها لسنة».
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الجيش الروسي سيتخذ إجراءات عسكرية، لإزالة التهديدات الناجمة عن انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي «ناتو».
وأكدت الخارجية الروسية - حسبما أوردته وكالة أنباء «نوفوستي» - أن حلف شمال الأطلسي، الذي يصر على انضمام فنلندا إلى الحلف، يريد مواصلة التوسع إلى حدود روسيا، بغرض إنشاء جناح جديد للتهديد العسكري لموسكو.
وأضاف البيان: «أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ خطوات عسكرية وتقنية وغيرها في حال انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو».
وكان المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف أكد، في وقت سابق أمس، أن انضمام فنلندا المتوقع إلى حلف شمال الأطلسي سيشكل خطرا على أمن بلاده وسيؤثر سلبا على الأوضاع في منطقة أوراسيا عموما.