أصيب أكثر من 70 فلسطينيا واعتقل ما لا يقل عن 50 آخرين في صدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء تشييع جنازة في القدس الشرقية المحتلة.
واندلعت الصدامات أمس خلال تشييع الشاب الفلسطيني وليد الشريف (23 عاما) الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها الشهر الماضي خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في باحات المسجد الاقصى المبارك.
وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طواقمها تعاملت مع «71 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في أحداث القدس».
وأشار البيان إلى أن «الإصابات نتيجة الرصاص المطاطي والاعتداء بالضرب وقنابل الصوت والاختناق»، مشيرة الى انه تم «نقل 13 مصابا إلى المستشفى لتلقي العلاج».
وشيع الجثمان من المسجد الأقصى حيث صلى عليه إلى مقبرة «المجاهدين» في شارع صلاح الدين شمال سور البلدة القديمة بالقدس مرفوعا على الأكتاف.
من جهتها، أكدت شرطة الاحتلال إصابة «ستة من عناصرها خلال اضطرابات عنيفة اندلعت أثناء الجنازة وبعدها وداخل المقبرة».
وقالت في بيان إن «القوات الإسرائيلية تصرفت بحزم ضد المئات من منتهكي القانون ومثيري الشغب الذين مارسوا أعمال عنف ضد القوات وعرضوا حياتهم إلى الخطر».
من جانبه، أكد نادي الأسير الفلسطيني اعتقال «أكثر من 50 شخصا»، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال أصابت كذلك فلسطينيا برصاص في «الفخذ» قرب حاجز حوارة العسكرية جنوب مدينة نابلس شمال الضفة ثم اعتقلته بعد ان منعت الاسعاف الفلسطيني من الوصول اليه فيما جرى نقله إلى مستشفى إسرائيلي لتلقي العلاج في وقت لاحق، وذلك بزعم محاولته طعن جنود عند الحاجز العسكري.
جاء ذلك بعد أيام على اعتراض عناصر من الشرطة الإسرائيلية موكب تشييع الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلت بالرصاص خلال عملية إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.
في غضون ذلك، ذكر موقع «إنترسبت» الإخباري الأميركي نقلا عن مصادر مطلعة أن نائبين ديموقراطيين في الكونغرس يسعيان إلى الحصول على توقيعات نواب في المجلس التشريعي على رسالة تطالب مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووزارة الخارجية الأميركية بالتحقيق في اغتيال مراسلة قناة «الجزيرة» الإخبارية شيرين أبو عاقلة.
وذكرت 3 مصادر مطلعة للموقع الإخباري الأميركي أن الرسالة التي أعدها كل من أندريه كارسون النائب عن ولاية إنديانا، ولو كوريا النائب عن ولاية كاليفورنيا، تطالب الخارجية الأميركية أيضا بالتحقق مما إذا كان مقتل ابو عاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ينتهك أي من قوانين الولايات المتحدة.
في سياق متصل، قالت عضو مجلس النواب الأميركي إلهان عمر إن هناك الكثير الذي يمكن للحكومة الأميركية أن تقوم به في قضية شيرين أبو عاقلة، وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أنهم يودون التأكد من المحاسبة والمساءلة في قضية الصحافية الراحلة.
وفي بريطانيا، قالت وزيرة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية فيكي فورد إن حكومتها أصيبت بالصدمة من اغتيال أبو عاقلة، وأوضحت فورد أمام مجلس العموم (البرلمان) أن لندن طلبت إجراء تحقيق مستقل فيما حدث مع مراسلة «الجزيرة».