السماح بتنظيم مسيرة الإعلام الاستفزازية داخل القدس المحتلة الدعوات لتفكيك قبة الصخرة والتراجع عن التحقيق في اغتيال صحافية الجزيرة شيرين أبو عاقلة وتمديد اعتقال أحد حملة نعشها كلها خطوات تصعيدية تنذر بأن الأراضي المحتلة مقبلة على تطورات خطيرة قد تؤدي إلى اندلاع الحرب مجددا بعد مرور نحو عام على العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن امتناع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فتح تحقيق جنائي في حادثة اغتيال أبوعاقلة.
وقالت في بيان إنها خطوة «تتجاهل عشرات الشهادات الحية والأدلة ونتائج التشريح وغيرها من القرائن التي تدين الجيش بقتل أبو عاقلة في محاولة لإغلاق الملف والتهرب من تحمل المسؤولية»، وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة إعدام أبوعاقلة»، محذرة من مغبة إغلاق الملف باعتباره «جريمة جديدة ترتكب بحق الصحافية الراحلة».
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية كشفت أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق جنائي من قبل الشرطة العسكرية للتحقيق في ملابسات الاغتيال بدعوى عدم وجود شبهات جنائية، ولكي لا تنشب خلافات في المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي.
وقال المحلل العسكري عاموس هرئيل ان النائب الحالي يمتنع عن فتح تحقيق لتفادي أي انتقادات من جانب اليمين المتطرف أو إثارة خلافات داخل الجيش، وفق ما جاء في صحيفة «هآرتس».
على صعيد متصل، أعلنت شرطة الاحتلال أمس، أنها أوقفت عمرو أبوخضير الذي شارك في حمل نعش أبو عاقلة.
وأثارت المشاهد التي أظهرت مهاجمة الشرطة الإسرائيلية لموكب التشييع في القدس وتعرضها بالضرب لفلسطينيين كانوا يحملون النعش المغطى بالعلم الفلسطيني تنديدا واسعا في العالم وأججت الغضب على الاغتيال.
واعتقل أبوخضير في 16 مايو، ومددت المحكمة اعتقاله لسبعة أيام لاستكمال التحقيق. وقال المحامي «لا نعرف ماهية الملف السري».
وفي خطوة تصعيدية جديدة، قرر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عومير بارليف والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي المصادقة على مرور «مسيرة الأعلام»، التي ينظمها المتطرفون اليهود في 29 الجاري في باب العامود والحي الإسلامي في القدس الشرقية المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسيرة الاستفزازية ستصل إلى ساحة باب العامود الذي سيتم إغلاقه أمام حركة الفلسطينيين في القدس، وقد يقيم المستوطنون حلقات رقص في المكان.
وستدخل المسيرة من باب العامود إلى طريق الواد، وهي الطريق الرئيسية في سوق القدس، وتمر في الحي الإسلامي ومن ثم إلى باحة حائط البراق.
وإثر مصادقة سلطات الاحتلال على المسار الاستفزازي للمسيرة، فإنه يتوقع أن تفرض شرطة الاحتلال قيودا على المقدسيين في البلدة القديمة من القدس الشرقية.
وتجري المسيرة سنويا فيما تصفه إسرائيل بـ «يوم القدس»، في ذكرى احتلال المدينة عام 1967، ويصادف هذا العام في 29 الجاري.
يذكر أن «مسيرة الأعلام» التي نظمها المستوطنون بمصادقة سلطات الاحتلال في القدس، في مايو العام الماضي، أدت إلى توترات وعدوان على غزة استمر لمدة 11 يوما وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 إسرائيليا.