لا يتمتع فيلم «Morbius» بعنصر الإذهال مما يضيع إمكانات ما يمكن أن يكون مزيجا مثيرا من الرعب الشرير وإثارة الأبطال الخارقين، هناك مشهد قتالي واحد يذكرنا بفيلم «Lights Out» للمخرج ديفيد إف ساندبرغ بشكل جيد، لكن عدا عن ذلك فإن لمسات الرعب تقتصر على النكات حول «دراكولا»، هذا هو النهج الذي يتخذه الفيلم بأكمله في الواقع، كل شيء يبدو فائضا وغير مهتم بسرد قصة مدروسة لأن المهمة الحالية هي الوصول إلى شارة النهاية، حيث يوجد الشيء المهم، حيث يركز «Morbius» بشكل كبير على بناء عالم «Spider-Man» من Sony والأجزاء التالية التي قد تأتي (والتي قد تكون أفضل الآن بعد التأسيس لها) لدرجة ينسى الفيلم شد جمهوره بحماس منذ البداية.
حقق كون سبايدرمان من Sony أول توسع له خارج «Venom» مع «Morbius»، وهو فيلم بطل خارق، بطولة جاريد ليتو، حول ما يسمى بـ «مصاص الدماء الحي»، ويستخدم المخرج دانيال إسبينوزا مع هذا التصوير لبدايات الرجل الخفاش أسلوب الرعب الذي رأيناه في فيلم الخيال العلمي خاصته «Life»، لكن ليس بطريقة مكثفة كافية لإرضاء جماهير أفلام الرعب، فهو يقدم في «Morbius» قصة منشئه من خلال صيغة معقدة، ويقدم ليتو - شديد الجدية- أداء مناقضا تماما لتوم هاردي بدور «فينوم» الذي يعشقه الكثيرون، وهذا الخيار يعزز من معضلة «موربيوس» الأخلاقية بصفته مصاص دماء واعي بذاته ويضعها فوق أي متعة سينما حول أبطال خارقين من مارفل، مع أخذ كل شيء على محمل الجد إلى حد كبير.
نتعرف على «د.مايكل موربيوس» الحائز على جائزة نوبل والمصاب بمرض دم خطير تعهد بالعثور على علاج له، والإنجاز الذي حققه ويفخر به إلى جانب شركته «Horizon» هو دم اصطناعي أنقذ أرواحا لا تعد ولا تحصى، ويمثل السائل ذو اللون الأزرق المخضر أحد لمسات الألوان البعيدة في الفيلم وسط الظلام المهيمن، ويعمل «د.موربيوس» إلى جانب العالمة التي يكن لها المشاعر في نهاية المطاف مارتين بانكروفت (آدريا أرجونا) باسم صديقه المفضل المريض مايلو (مات سميث) منذ علاجات الرعاية الصحية الخاصة المبكرة، إنه مثال للعواقب الخطيرة التي جلبها الحب الأخوي، حيث قام «د.موربيوس» بربط الحمض النووي للخفاش مصاص الدماء مع مريض بشري (هو نفسه) مما أدى إلى تحوله المخيف إلى آلة قتل.
إحدى المشاكل المبكرة في «Morbius» هي الطريقة التي تدور بها المشاهد المتعلقة بقصة المنشأ من خلال حركات رتيبة، حيث لا يوجد هناك الكثير من الطاقة وراء حالة «د.موربيوس» لأننا نعلم أنه سيتحول في النهاية إلى الرجل الخفاش، ولا توجد أي محاولة للشرح بشكل إبداعي ما كان يمكن اعتباره تمهيدا للقصة.
يتباهى الكثير من الأبطال الخارقين والأشرار الخارقين بنفس قصة المنشأ، بينما يكافح المؤلفان مات سازاما وبورك شاربلس لتمييز منشأ «Morbius» على الرغم من تقديم شخصية مرعبة بوضوح، وفيما يتعلق بالأكوان السينمائية الأكبر والأجزاء التالية التي نأملها، يتحرك «Morbius» من خلال المقدمة التمهيدية ثم يتوقف تماما عندما يبلغ اهتمامنا ذروته.
يمكن تشبيه هذا الفيلم بأنه الخطوة الأولى، والذي وجد لأنه يجب أن يكون موجودا لأمور ستأتي لاحقا، وهذا الأمر يصبح أكثر وضوحا لأن النص ينتقل للأمام بسرعة متجاوزا معظم التفسيرات أو الشروحات.
يبدو «Morbius» كأنه خارج من مصنع فيلم أبطال خارقين، وتم تصنيعه من قطع غيار بالمخزن، باستثناء أداء مات سميث لشخصية «مايلو»، كما أنه من المزعج مشاهدة العمل المليء بالتأثيرات الرقمية بعد وقت قصير من التصوير السينمائي المذهل لفيلم «The Batman» من المخرج غريغ فرايزر، ليصبح «Morbius» فيلما ضبابيا آخر مؤلما للعيون، لا توجد مؤثرات عملية، حيث تتحول وجنتي ليتو المنحوتتان إلى الشكل الحاد كالهيكل العظمي الذي يميز وجنتي «د.موربيوس»، والذي يتبعه ضباب من الموجات الصوتية سواء كان يندفع أو ينطلق أو يطير.
يتم تصوير العديد من المشاهد في «Morbius» بدرجات اللون الأسود لدرجة أن اللون الأحادي يجعلنا نفقد الاهتمام البصري، يطير «د.موربيوس» عبر ناطحات السحاب في مدينة نيويورك مثل «سبايدرمان» ليستكشف قدراته للمرة الأولى، لكن لا يوجد شيء مذهل من الجو، لا توجد إشارات كبيرة للأسلوب القوطي بالتصوير السينمائي، مجرد إشارة للمخرج الألماني إف دبليو مورناو هنا، أو إشارة لشخصية فريدي كروغر هناك.
يطغى الطابع الصارم والقاسي على الفيلم، وهو ما يتسبب في سقوطه، لأنه لا يوجد أي شيء استثنائي حول الشخصيات المساعدة ذات السيناريو الضعيف (مثل أدريا أرجونا، وجاريد هاريس بدور راعي مايلو والدكتور موربيوس إميل نيكولس، وتايريز غيبسون بدور العميل سايمون ستراود)، أو الآكشن المتحرك الذي يصيبنا بالدوار.
إن اعتماد Sony على المؤثرات الرقمية لشخصيتي «فينوم» و«كارنيج» ينجح، وذلك لأن هناك سخافة مضحكة في أدوارهما، حيث يتحدث الممثلون مع أنفسهم، وهو أمر لا يفيد «د.موربيوس»، فهنا تتم تغذية الجماهير بما يتوقعونه بالضبط من قصة منشأ الخفاش هذه لدرجة يصبح مرهقا بعض الشيء حتى يفوت الوقت.