القاهرة ـ خديجة حمودة
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن اهتمام مصر البالغ بتطوير التعاون مع پولندا في إطار تجمع دول «فيشجراد»، والذي يضم إلى جانب پولندا كلا من التشيك والمجر وسلوفاكيا، وذلك لتعزيز أطر التعاون بين مصر وذلك التجمع الإقليمي المهم، نظرا لأنه يتضمن دولا صديقة، ومتشابهة الفكر والأولويات مع مصر، لاسيما في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء القدرات.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي وقرينته امس بقصر الاتحادية أندجيه دودا رئيس جمهورية پولندا وقرينته، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي بزيارة الرئيس الپولندي إلى القاهرة، والتي تكتسب أهمية خاصة، كونها أول زيارة رئاسية بين الجانبين، رغم امتداد العلاقات الديبلوماسية المشتركة عبر قرن من الزمان، مؤكدا أن الزيارة في هذا التوقيت الحيوي تعكس مدى الأهمية التي يوليها الطرفان للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والحرص المشترك على الانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا.
من جانبه، أعرب الرئيس الپولندي عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكدا الحرص على الاستمرار في دفع تلك العلاقات، في ظل ما تمثله مصر من ركيزة مهمة وأساسية للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، خاصة ما يتعلق بتعظيم العلاقات الاستثمارية بين البلدين، في ضوء الصلابة التي أظهرها الاقتصاد المصري تجاه التحديات والأزمات العالمية المختلفة، وما تتيحه المشروعات القومية الكبرى الحالية في مصر من فرص استثمارية ضخمة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد أيضا استعراضا لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها جهود مصر في مواجهة ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والتي تعد محل إشادة وتقدير من كل الأطراف الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي.
كما تم التباحث بشأن استعدادات مصر لاستضافة قمة «مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ» (COP 27) في شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، وسبل الاستفادة من الخبرات الپولندية في هذا الصدد في ظل استضافتها لثلاث دورات سابقة للقمة، وتم التوافق كذلك بشأن أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالشق الموضوعي للقمة، وذلك لدعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية أثناء تطبيق إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز جهود تسويتها من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.
كما تناولت المباحثات الأزمة الروسية ـ الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي، حيث أوضح الرئيس الپولندي وجهة نظر بلاده إزاء مسببات الأزمة وسبل التغلب عليها، كما استعرض الرئيس السيسي وجهة النظر المصرية إزاء الأزمة والموقف المصري في هذا الصدد، والذي يقوم على أساس تناول كل السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للنزاع وبذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الپولندي، إن المباحثات تناولت الأزمة التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بأسره وتهدد الأمن الغذائي لمختلف دول العالم، حيث تم الاستماع لوجهة النظر الپولندية، إزاء مسببات الأزمة وسبل التغلب عليها.