تقترب الهدنة، التي أعلنتها الامم المتحدة قبل شهرين، من نهايتها اليوم، بعدما ساهمت في خفض العنف والسماح لليمنيين بالتنقل من مطار صنعاء للمرة الاولى منذ ست سنوات في رحلات تجارية آخرها بين العاصمة اليمنية والقاهرة امس.
وبينما أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والحوثيون عدم ممانعتهم في التمديد، إلا أن الفشل في تنفيذ كامل بنود الهدنة الاولى وخصوصا رفع حصار الحوثيين عن مدينة تعز جنوب غرب اليمن، يحول دون التوصل إلى اتفاق جديد، حسبما أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية، حيث قال لوكالة «فرانس برس» إن مجلس القيادة الرئاسي اليمني أبلغ المبعوث الاممي ان الحكومة المعترف بها «تطالب بتطبيق كامل بنود الهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عن تعز، للموافقة على تمديدها».
وفي اتصال بين رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، دعا المسؤول اليمني الى «مضاعفة الضغط على الميليشيا الحوثية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية «سبأ».
في سياق متصل، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، التزام المجلس بخيار السلام العادل والشامل وفق مرجعيات حل الأزمة اليمنية المتوافق عليها.
وقال العليمي خلال لقاء موسع مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إن مجلس القيادة أعلن منذ اليوم الأول انه «مجلس سلام، لكنه في الوقت نفسه مجلس عزم وقوة» لردع أي تصعيد من جانب ميليشيا الحوثي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» الأربعاء.
وأشار العليمي إلى خروقات الميليشيات الحوثية واستمرارها في عرقلة الجهود الأممية والدولية للمضي قدما في مسار السلام، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
وقال إن المليشيا مازالت تغلق كل الأبواب أمام جهود التهدئة، وترسل رسائل تحد في كل المناسبات، حتى من على طاولات المفاوضات، في إشارة إلى حضور الوفد الحوثي المفاوض في الأردن بالبزات العسكرية المنتحلة.
وأعرب عن أمله في أن يمارس المجتمع الدولي مزيدا من الضغوط لدفع الميليشيا الحوثية نحو التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني على نزواتها الضيقة.
وأعاد تذكير سفراء الاتحاد الأوروبي بالمبادرات المستمرة التي يقدمها المجلس والحكومة الشرعية من أجل تخفيف المعاناة الانسانية في البلاد.
من جهته، أكد سفير الاتحاد الاوروبي غابرييل مونويرا فينيالس استمرار الدعم الأوروبي لمجلس القيادة في مختلف المجالات، قائلا إن دول الاتحاد ستكون إلى جانب مجلس القيادة «على طول الطريق» في تعزيز جهوده الجارية لتحسين الخدمات ووضع الاقتصاد وبناء السلام.
وأعرب السفراء الأوروبيون عن ارتياحهم لتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية لما فيه وحدة واستقرار العمل الحكومي من «العاصمة المؤقتة» عدن والمحافظات المحررة.